للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الزاهد عبد الغني [بن أبي بكر] بن شجاع البغدادي [١] الحنبلي، المعروف بابن نقطة [٢] .

قال السخاوي: هو مشهور بالتقلل والإيثار والزهد، وكان له ببغداد زاوية يأوي إليها الفقراء، ولم يكن في عصره من يقاومه في التجريد. كان يفتح عليه قبل غروب الشمس بألف دينار فيفرّقها والفقراء صيام، فلا يدّخر لهم منها شيئا، ويقول: نحن لا نعمل بأجرة، يعني لا نصوم وندخر ما نفطر عليه، وزوّجته أم الخليفة الناصر بجارية من خواصها، وجهزتها بعشرة آلاف دينار، فما حال الحول وعنده سوى هاون، فجاء فقير فوقف على الباب، وقال: لي ثلاثة أيام ما أكلت شيئا، فأخرج إليه الهاون وقال: لا تشنّع على الله، كل بهذا ثلاثين يوما.

وقال ابن شهبة في «تاريخه» : وكان له أخ مزكلش ينشد كان وكان ومواليا في الأسواق، ويسحر الناس في رمضان، فقيل له: أخوك زاهد العراق وأنت هكذا؟ فأنشد مواليا:

قد خاب من شبّه الجزعة إلى درّه ... وسام قحبة إلى مستحسنة حرّه

أنا مغنّي وخي زاهد إلى مرّه ... بيرين في دار ذي حلوة وذي مرّة

انتهى.

وتوفي في رابع جمادى الآخرة ببغداد، ويأتي ذكر ولده محمد في سنة ثمان وعشرين وستمائة، إن شاء الله تعالى.


[١] في «آ» و «ط» و «المنتخب» (١٢٥/ آ) : «عبد الغني بن شجاع أبو بكر البغدادي» والتصحيح من ترجمة ولده الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الغني في «التكملة لوفيات النقلة» (٣/ ٣٠٠) و «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٩٢) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣٤٧) و «تاريخ الإسلام» (الطبقة الثالثة والستون) ص (٣٤٤) طبع مؤسسة الرسالة.
[٢] أقول: قال الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣٤٩) : «سئل أبو بكر عن نقطة، فقال: هي جارية عرفنا بها، ربت شجاعا جدّنا. (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>