للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجيرتنا إنّ الدّموع التي جرت ... رخاصا على أيدي النّوى لغوالي

أقيموا على الوادي ولو عمر ساعة ... كلوث إزار أو كحلّ عقال

فكم ثمّ لي من وقفة لو شريتها ... بنفسي لم أغبن فكيف بمالي

وكانت ولادته في ليلة سابع عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسمائة، وتوفي رابع رجب بالهرث- بضم الهاء وسكون الراء وبعدها ثاء مثلثة قرية من أعمال نهر جعفر بينها وبين واسط نحو عشرة فراسخ- وكانت وطنه ومسكنه إلى أن توفي بها.

وفيها ابن القصّاب الوزير الكبير مؤيد الدّين أبو الفضل محمد بن علي البغدادي [١] المنشئ البليغ، وزر [وسار بالعساكر، ففتح همذان وأصبهان، وحاصر الرّيّ، وصارت له هيبة عظيمة في النّفوس. توفي] بظاهر همذان في شعبان، وقد نيّف على السبعين [٢] وردّ العسكر [٣] ، فلما جاء خوارزم شاه نبشه [٤] وحزّ رأسه وطوّف به بخراسان.

وفيها المجير الإمام أبو القاسم محمود بن المبارك الواسطي ثم البغدادي [٥] ، الفقيه الشافعي، أحد الأذكياء والمناظرين.

ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة، وتفقّه بالنظامية على أبي منصور بن الرزّاز وغيره، وأخذ علم الكلام عن أبي الفتوح محمد بن الفضل الإسفراييني، وصار المشار إليه في زمانه، والمقدّم على أقرانه. حدّث عن


[١] انظر «العبر» (٤/ ٢٧٩- ٢٨٠) وما بين حاصرتين استدركته منه. و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٣٢٣- ٣٢٤) .
[٢] في «آ» و «ط» : «على التسعين» والتصحيح من «العبر» وفي «سير أعلام النبلاء» : «وقد جاوز سبعين سنة» كما في كتابنا.
[٣] في «ط» «المعسكر» وفي «آ» «العساكر» وما أثبته من «العبر» وهو الصواب.
[٤] في «العبر» بطبعتيه إلى «بيّته» .
[٥] انظر «العبر» (٤/ ٢٨٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٢٥٥- ٢٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>