للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو الغنائم بن المعلّم، شاعر العراق، محمد بن علي بن فارس بن علي بن عبد الله بن الحسين بن القاسم الواسطي الهذلي، الملقب نجم الدّين [١] الشاعر المشهور. كان شاعرا رقيق الشعر، لطيف حاشية الطبع، يكاد شعره يذوب من رقته، وهو أحد من سار شعره وانتشر ذكره ونبه بالشعر قدره وحسن به حاله وأمره وطال في نظم القريض عمره، وساعده على قوله زمانه ودهره. يغلب على شعره وصف الشوق والحب، وذكر الصّبابة والغرام.

وذكر بعضهم أن سبب لطافة شعر ابن المعلّم حفظ المنتسبين للشيخ أحمد بن الرفاعي لشعره واعتناؤهم به في سماعاتهم، فعادت عليه بركة أنفاسهم.

قال ابن خلّكان: وبالجملة فشعره يشبه النّوح، لا يسمعه من عنده أدنى هوى إلّا فتنة وهاج غرامه، وكان بينه وبين ابن التّعاويذي تنافس.

ومن شعر ابن المعلّم قوله من قصيدة:

ردّوا عليّ شوارد الأظعان ... ما الدار إن لم تغن من أوطاني

[ومنها:]

ولكم بذاك الجذع من متمنّع ... هزأت معاطفه بغصن البان

وقوله:

كم قلت إيّاك العقيق فإنّه ... ضربت جآذره بصيد أسوده

وأردت صيد مها الحجاز فلم يسا ... عدك القضاء فرحت بعض صيوده

وله من قصيدة:


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٥/ ٥- ٩) و «العبر» (٤/ ٢٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>