للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا عطايا كفّه فسوابغ ... عذاب وأما ظلّه فظليل

فأجزل صلته واكتسب من جهته مالا وافرا، وخرج به من اليمن وسلطانها يومئذ الملك العزيز عثمان بن صلاح الدّين، فألزمه بدفع الزكاة من المتاجر التي وصلت معه من اليمن فقال [١] :

ما كلّ من يتسمّى بالعزيز لها ... أهل ولا كلّ برق سحبه غدقه

[٢]

بين العزيزين بون في فعالهما ... هذاك يعطي وهذا يأخذ الصّدقه

وكان طغتكين صاحب الترجمة، محمود السيرة مع ظلم وعسف، ولما كثر عليه الذهب سبكه وجعله مثل الطواحين، ومات بالمدينة التي أنشأها باليمن، يقال لها المنصورة، وقام من بعده ولده إسماعيل الذي سفك الدماء، وقال: إنه أمويّ وادّعى الخلافة.

وفيها تقي الدّين أبو محمد طلحة بن مظفر [٣] بن غانم بن محمد العلثي- بفتح العين المهملة وسكون اللام ومثلثة، نسبة إلى علث قرية بين عكبرا وسامرّا- الفقيه الحنبلي الخطيب المحدّث الفرضي النظّار المفسر الزاهد الورع [٤] العارف. نشأ في العلث، وحفظ الكتاب العزيز، وقرأ على البطائحي، والبرهان ابن الحصري، وغيرهما.

وقرأ الفقه على ابن المنّي، وسمع الحديث الكثير، وقرأ «صحيح مسلم» .


[١] انظر «ديوانه» ص (٢٢٣) .
[٢] في «آ» و «ط» : «ولا كل سحب في الورى غدقه» وأثبت لفظ «ديوانه» .
[٣] في «آ» و «ط» : «طلحة بن عبد بن مظفّر» وما أثبته موافق لما عند ياقوت في «معجم البلدان» (٤/ ١٤٦) والمنذري في «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ٢٩٥) و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٩٠) و «طبقات المفسرين» (١/ ٢١٩- ٢٢١) .
[٤] تحرفت في «ط» إلى «الورف» .

<<  <  ج: ص:  >  >>