للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان متواضعا لطيفا أديبا في مناظرته لا يسفه على أحد، فقيرا مجردا، ويرحم الفقراء ولا يخالط الأغنياء، وروى عن ابن الجوزي ولازمه وقرأ عليه كثيرا من تصانيفه، وكان أديبا شاعرا فصيحا، واشتهر اسمه ورزق القبول من الخلق، وكثر أتباعه وانتفع به الناس، وروى عنه [١] ابن الجوزي في «تاريخه» حكاية فقال: حدثني طلحة بن مظفّر الفقيه أنه ولد عندهم بالعلث مولود لستة أشهر، فخرج وله أربعة أضراس.

قال المنذري: توفي في ثالث عشر ذي الحجة بالعلث ودفن بزاويته هناك.

وفيها الوزير جلال الدّين عبيد الله [٢] بن يونس بن أحمد بن عبيد الله ابن هبة الله البغدادي الأزجي، الفقيه الحنبلي الفرضي، الأصولي المتكلم، وزير الخليفة الناصر جلال الدّين، تفقّه في الأصلين، والحساب، والهندسة، والجبر، والمقابلة، ورحل في طلب العلم إلى همذان، وصنّف وعني بالحديث، والفرائض، والحساب، وسمع ممن لا يحصى، وسمع منه جماعة لا تحصر، منهم: ابن دلف، وابن القطيعي، وبالغ في مدحه والثناء عليه.

وذكر ابن النجار: أنه لم يكن في ولايته محمودا، وقد علمت أن الناس لا يجتمعون على حمد شخص ولا ذمه.

وأما أبو شامة [٣] فإنّه بالغ في ذمه والحطّ عليه بأمور لم يقم عليها حجّة. وكذلك ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» قال بعد أن أثنى عليه: غير أنه


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «عن» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» و «طبقات المفسرين» .
[٢] في «آ» و «ط» و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٩٢) : «عبد الله» والتصحيح من «العبر» (٤/ ٢٨١) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٢٩٩) ، وورد في «آ» و «ط» : «ابن يونس مسعود بن أحمد» وأبقيت الكلام كما في «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلف.
[٣] انظر «ذيل الروضتين» ص (١٢) وكذلك ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» (٦/ ١٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>