للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شان فضيلته برأيه الفاسد وأفعاله السيئة، فإنه خرّب بيت الشيخ عبد القادر الكيلاني وشتّت أولاده، ويقال: إنه بعث في الليل من نبش قبر الشيخ عبد القادر الكيلاني ورمى عظامه في اللّجّة [١] وقال: هذا وقف ما يحلّ أن يدفن فيه أحد [٢] .

ولما اعتقله الخليفة كتبوا فيه فتاوى أنه كان سبب هزيمة العسكر، فذكروا أشياء فأفتوا بإباحة دمه، فسلّم إلى الوزير ابن القصّاب واعتقله في بيت للسلاح، فأخرج منه ميتا. انتهى.

وفيها أبو بكر بن الباقلّاني [٣] مقرئ العراق، عبد الله بن منصور بن عمران الرّبعي الواسطي، تلميذ أبي العزّ القلانسي، وآخر أصحابه، روى الحديث عن خميس الحوزيّ [٤] ، وأبي عبد الله البارع، وطائفة، وتوفي في سلخ ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة وثلاثة أشهر.

وفيها أبو محمد عبد الوهّاب بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ثم البغدادي الأزجي [٥] الفقيه الحنبلي الواعظ.

ولد في ثاني شعبان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.

ذكر أبو شامة: أنه سمع من ابن الحصين، وابن السمرقندي.


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «دجلة» والتصحيح من «ذيل الروضتين» و «النجوم الزاهرة» .
[٢] قلت: وعقب ابن تغري بردي على فعلته هذه في «النجوم الزاهرة» بقوله: قلت: وما فعله هو بعظام الشيخ أقبح من أن يدفن بعض المسلمين في بعض أوقاف المسلمين، وما ذاك إلا الحسد من الشيخ عبد القادر وعظم شهرته، حتى وقع منه ما وقع، ولهذا كان موته على أقبح وجه، بعد أن قاسى خطوبا ومحنا، وحبس سنين، حتى أخرج من الحبس ميتا، وهذا ما وقع له في الدنيا، وأما الآخرة فأمره إلى الله تعالى، وبالجملة فإنه كان من مساوئ الدّهر.
[٣] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ٢٧٧- ٢٧٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٢٤٦- ٢٤٨) و «العبر» (٤/ ٢٨١) .
[٤] تصحفت في «آ» و «ط» إلى «الجوزي» والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» .
[٥] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ٢٨٨- ٢٨٩) و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٨٨- ٣٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>