للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك، فقال له: ما أعددت للإنشاء؟ قال: ديواني الطائيين، يعني أبا تمّام الطائي والبحتري الطائي، فقال مختبرا لقابليته: اذهب فانثرهما فذهب ونثرهما في ليلة واحدة وعرضهما عليه، فقال له: يقرب أن تصير كاتب إنشاء. انتهى.

وقال ابن شهبة في «تاريخه» : كان له بمصر ربع [١] عظيم يؤجّر بمبلغ كثير، فلما عزم على الحجّ ركب ومرّ به ووقف وقال: اللهم إنك تعلم أن هذا الرّبع ليس شيء أحبّ إليّ منه. اللهم فاشهد أني وقفته على فكاك الأسرى، وهو إلى يومنا هذا وقف، وهو الذي زاد في الكلّاسة بدمشق مثلها. ولما حفرها وجد تحت الأرض أعمدة رخام قائمة على قواعد رخام وفوقها مثلها وأثر العمارة متصل تحت الأرض، ليس له نهاية، وكأنه [٢] كان معبدا ووجد فيه قبلة نحو الشمال، وله مدرسة بالقاهرة هي أول مدرسة بنيت بالقاهرة، وكان صلاح الدّين يقول: ما فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بكلام الفاضل، وله مائتان وخمسون ألف بيت من الشعر. انتهى ملخصا.

وفيها تاج الدّين أبو منصور عبد العزيز بن ثابت بن طاهر البغدادي المأموني السّمعي- بكسر السين المهملة والسكون [٣] نسبة إلى السّمع بن مالك بطن من الأنصار- الخيّاط [٤] المقرئ الفقيه الحنبلي الزاهد.

قال أبو الفرج بن الحنبلي: كان رفيقنا في سماع درس ابن المنّي، وبلغ من الزهد والعبادة إلى حد يقال به تمسك بغداد، وكان لطيفا في صحبته، توفي يوم الأربعاء تاسع عشري شعبان، ودفن بباب حرب.


[١] الرابع: الدار وجمعها رباع. انظر «مختار الصحاح» (ربع) .
[٢] لفظة «كأنه» لم ترد في «آ» .
[٣] وقال السمعاني في «الأنساب» (٧/ ١٤٧) : بكسر السين المهملة، وفتح الميم، وقيل بسكونها. وانظر «الإكمال» لابن ماكولا (٤/ ٤٥٨) .
[٤] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ٣٦٠) و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>