للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسائل، وكان ابن عقيل بارعا في الكلام. ولم يكن تامّ الخبرة بالحديث والآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب وتتلون فيه آراؤه. وأبو الفرج تابع له في هذا التلون.

قال الشيخ موفق الدين المقدسي: كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنّف في فنون العلم تصانيف حسنة، وكان صاحب فنون، وكان يدرّس الفقه ويصنف فيه، وكان حافظا للحديث، وصنّف فيه، إلّا أننا لم نرض تصانيفه في السّنّة ولا طريقته فيها. انتهى.

توفي ليلة الجمعة بين العشاءين من شهر رمضان، وكان في تموز فأفطر بعض من حضر جنازته لشدة الزحام والحرّ.

وفيها ابن ملّاح الشطّ عبد الرحمن بن محمد بن أبي ياسر البغدادي [١] . روى عن ابن الحصين وطبقته، ومات في عشر المائة.

وفيها عمر بن علي الحربي الواعظ أبو علي البغدادي [٢] . روى عن ابن الحصين أيضا والكبار، وتوفي في شوال.

وفيها قراقوش الأمير الكبير الخادم بهاء الدّين الأبيض [٣] فتى الملك أسد الدّين شيركوه، وقد وضعوا عليه خرافات لا تصحّ، ولولا وثوق صلاح الدّين بعقله لما سلّم إليه عكا وغيرها، وكانت له رغبة في الخير وآثار حسنة.

قال ابن شهبة: أسر في عكا ففداه السلطان بستين ألف دينار، وهو الذي بنى قلعة القاهرة والسور على مصر والقاهرة، والقنطرة التي عند


[١] انظر «العبر» (٤/ ٢٩٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٣١٠- ٣١١) .
[٢] انظر «العبر» (٤/ ٢٩٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٣٥٣- ٣٥٤) .
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٩١- ٩٢) و «العبر» (٤/ ٢٩٨- ٢٩٩) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ١٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>