للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأهرام، وله مع المصريين وقعات عجيبة، حتّى صنّفوا له كتاب «الفافوش في أحكام قراقوش» . انتهى.

وفيها الكرّاني أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن أحمد الأصبهاني الخبّاز [١] المعمّر، توفي في شوال وقد استكمل مائة عام، وسمع الكثير من الحدّاد، ومحمود الصّيرفي، وغيرهما.

وكرّان محلّة معروفة بأصبهان [٢] .

وفيها العماد الكاتب، الوزير العلّامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني ويعرف بابن أخي العزيز [٣] .

ولد سنة تسع عشرة بأصبهان، وتفقّه ببغداد في مذهب الشافعي على ابن الرزّاز، وأتقن الفقه، والخلاف، والعربية، وسمع من علي بن الصبّاغ وطبقته، وأجاز له ابن الحصين والفراوي، ثم تعانى الكتابة والترسّل والنظم، ففاق الأقران، وحاز قصب السبق، وولاه ابن هبيرة نظر واسط وغيرها، ثم قدم دمشق بعد الستين وخمسمائة وخدم في ديوان الإنشاء، فبهر الدولة ببديع نثره ونظمه، وترقّى إلى أعلى المراتب، ثم عظمت رتبته في الدولات الصلاحيّة وما بعدها، وصنّف التصانيف الأدبية، وختم به هذا الشأن.

وكانت بينه وبين القاضي الفاضل مطارحات ومداعبات [٤] .

قال يوما للقاضي الفاضل: سر فلا كبا بك الفرس. وكانا تلاقيا في الطريق وإنما أراد أنه يقرأ طردا وعكسا، فأجابه الفاضل في الحال: دام علا العماد، وهو أيضا يقرأ طردا وعكسا.


[١] انظر «العبر» (٤/ ٢٩٩) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ١٨٠) .
[٢] انظر «معجم البلدان» (٤/ ٤٤٤) .
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٥/ ١٤٧- ١٥٢) و «العبر» (٤/ ٢٩٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٣٤٥- ٣٥٠) و «الوافي بالوفيات» (١/ ١٣٢- ١٤٠) .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «مكاتبات ومحاورات» .

<<  <  ج: ص:  >  >>