للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعرّضا لثلب أعراضهم [١] لا يثبت لأحد في الفضل شيئا.

وسئل لم سمي شميما؟ قال: أقمت مدة آكل كل يوم شيئا من الطّين [٢] ، فإذا وضعته عند قضاء الحاجة شممته فلا أجد له رائحة، فسمّيت [٣] بذلك شميما.

وشميم: بضم الشين المعجمة، وفتح الميم، وسكون الياء المثناة من تحتها، وبعدها ميم، وهو من الشمّ. انتهى ملخصا.

وقال ياقوت الحموي [٤] : قدمت آمد فقصدته فوجدته شيخا كبيرا نحيف الجسم، وبين يديه جمدان [٥] مملوء كتبا من تصانيفه، فقال: من أين قدمت؟

قلت: من بغداد، فهشّ لي، وأقبل يسألني عنها. وقلت له: إنما جئت لأقتبس من علومك [٦] شيئا، فقال: وأيّ علم تحبّ؟ قلت: الأدب، فقال:

إنّ تصانيفي في الأدب كثيرة، وكلما أجمع الناس على استحسان شيء، أنشأت فكرتي من جنسه ما أدحض به المتقدم [٧] . ورأيت النّاس مجمعين على خمريّات أبي نواس، فعملت كتاب «الخمريات» من نظمي، لو عاش أبو نواس لاستحيا أن يذكر شعر نفسه. ورأيتهم مجمعين على خطب ابن نباتة، فصنّفت كتاب الخطب، وليس للناس اليوم إلّا الاشتغال بخطبي.

وجعل يزري على المتقدمين ويمدح نفسه، ويجهّل الأوائل، فعجبت منه، وقلت: أنشدني شيئا من شعرك، فأنشدني:


[١] في «وفيات الأعيان» : «مسلطا على ثلب أعراضهم» .
[٢] سيرد التعريف بالطّين في حاشية الصفحة (١١) .
[٣] في «آ» و «ط» : «فسمّي» وما أثبته من «وفيات الأعيان» مصدر المؤلّف.
[٤] انظر «معجم الأدباء» (١٣/ ٥٠- ٥٩) وقد نقل عنه بتصرف واختصار.
[٥] في «معجم الأدباء» : «جامدان» ولعله أراد بقوله: «جمدان» أي «وعاء» .
انظر التعليق الذي كتبه العلّامة الشيخ أحمد محمد شاكر على «المعرّب» للجواليقي ص (٩٥) .
[٦] في «معجم الأدباء» : «من علوم الموالي» .
[٧] في «ا» و «ط» : «المتقدمين» وما أثبته من «معجم الأدباء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>