للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امزج بمسبوك اللّجين ... ذهبا حكته دموع عيني

لمّا نعى ناعي [١] الفرا ... ق ببين [٢] من أهوى وبيني

كانت ولم تقدر لشي ... ء قبلها إيجاب كوني

فأخالها [٣] التّحريم لم ... اشبّهت بدم الحسين

خفقت لنا شمسان من ... لآلائها في الخافقين

وبدت لنا في كأسها ... من لونها في حلّتين

فاعجب هداك الله من ... كون اتّفاق الضّرّتين

في ليلة جاء [٤] السّرو ... ر بها يطالبنا بدين

ومضى طليق الرّاح من ... قد كان مغلول اليدين

هي [٥] زينة الأحياء في ال ... دّنيا وزينة كلّ زين

فاستحسنت ذلك، فقال: ويلك يا جاهل [٦] ، ما عندك غير الاستحسان؟

قلت: فما أصنع؟ قال: اصنع هكذا، ثم قام يرقص ويصفّق إلى أن تعب ثمّ جلس، وقال: ما أصنع بهؤلاء الذين لا يفرّقون بين الدّرّ والبعر، والياقوت والحجر؟ فاعتذرت إليه. وسألته عمن تقدّم من العلماء، فلم يحسن الثّناء على أحد منهم، فسألته عن أبي العلاء المعرّي، فغضب وقال: ويلكم كم تسيئون [٧] الأدب بين يديّ، من هو ذاك الكلب الأعمى حتّى يذكر بحضرتي؟

قلت: يا سيدي! أنا رجل محدّث وأحبّ أن أسألك عن شيء، فقال: هات


[١] في «معجم الأدباء» : «لما دعا داعي» .
[٢] البين: البعد.
[٣] في «معجم الأدباء» : «وأحالها» .
[٤] في «معجم الأدباء» : «بدأ» .
[٥] في «معجم الأدباء» : «ذي» .
[٦] لفظة «يا جاهل» لم ترد في «معجم الأدباء» .
[٧] في «معجم الأدباء» : «ويلك كم تسيء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>