للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بلغني إسلام أخي الكبير، وتوفي مرابطا، ثم أسلم أخي الذي كان يعلّمه المعلّم، ودخلت بغداد في سنة أربعين وخمسمائة.

وقال ابن رجب: وأصابه سباء [١] فاسترق.

وقال أبو الفرج ابن الحنبلي: كان مملوكا، فقرأ القرآن في حلقة الحنابلة بجامع دمشق، فحفظه وحفظ شيئا من عبادات المذهب الحنبلي، فقام قوم إلى الشيخ زين الدّين علي بن إبراهيم بن نجا الواعظ، وهو على منبر الوعظ، فقالوا: هذا الصبيّ قد حفظ القرآن وهو على خير، نريد أن نشتريه ونعتقه، فاشتري من سيده وأعتق، وسافر عن دمشق، وطلب همذان، ولقي الحافظ أبا العلاء الهمذاني، فأقام عنده. وقرأ عليه القرآن، وسمع الحديث، وصار عند الحافظ مصدّرا يقرئ الناس ويأخذ عليه، واشتهر بالخير والعلم، ودخل العجم. وسمع الكثير، ورجع إلى بغداد، وسمع حديثها، ولقي مشايخها.

قال: ولقيته ببغداد واستزارني إلى بيته، وقال لجماعته [٢] : أنا مملوك بيت الحنبلي، ثم سافر إلى أصبهان.

وقال الشيخ موفق الدّين: كان رجلا صالحا، وهو من جبّة طرابلس.

سبي من طرابلس صغيرا، واشتراه ابن نجية وأعتقه، فسافر إلى بغداد ثم إلى أصبهان، وكان يسمع معنا الحديث. انتهى.

سمع المترجم من ابن ناصر وأضرابه، وتفقّه على أبي حكيم النّهرواني، وصحب الشيخ عبد القادر الجيلي مدة، مائلا إلى الزهد والصلاح، وانتفع به.


[١] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «سبي» .
[٢] في «ط» : «وقال جماعته» وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>