للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن النجّار: كتب إليّ عبد الله بن أبي الحسن الجبّائي قال: كنت أسمع كتاب «حلية الأولياء» على شيخنا ابن ناصر، فرقّ قلبي، وقلت في نفسي: أشتهي [١] أن أنقطع عن الخلق وأشتغل بالعبادة، ومضيت وصلّيت خلف الشيخ عبد القادر، فلما صلى، جلسنا بين يديه، فنظر إليّ وقال: إذا أردت الانقطاع فلا تنقطع حتّى تتفقّه، وتجالس الشيوخ وتتأدّب بهم، فحينئذ يصلح لك الانقطاع، وإلّا فتمضي وتنقطع قبل أن تتفقه، وأنت فريخ ما ريّشت، فإن أشكل عليك شيء من أمر دينك تخرج من زاويتك، وتسأل الناس عن أمر دينك؟ ما يحسن بصاحب [٢] الزاوية أن يخرج من زاويته، ويسأل الناس عن أمر دينه. ينبغي لصاحب الزاوية أن يكون كالشمعة يستضاء بنوره.

قال: وكان الشيخ يتكلم يوما في الإخلاص، والرّياء، والعجب، وأنا حاضر في المجلس، فخطر في نفسي: كيف الخلاص من العجب؟ فالتفت إليّ الشيخ وقال: إذا رأيت الأشياء من الله تعالى، وأنه وفقك لعمل الخير، وأخرجت [نفسك] من الشّين [٣] ، سلمت من العجب.

وقال ابن الحنبلي: كانت حرمة الشيخ عبد الله [الجبّائي] كبيرة ببغداد وبأصبهان، وكان إذا مشى في السوق قام له أهل السوق.

وله رياضات ومجاهدات.

وروى عنه ابن خليل في «معجمه» وتوفي ثالث جمادى الآخرة بأصبهان.

وفيها عبد الواحد بن أبي المطهّر القاسم بن الفضل الصّيدلاني


[١] في «آ» و «ط» : «اشتهيت» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٢] في «آ» و «ط» : «ما أحسن صاحب» وأثبت لفظ «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٣] في «آ» و «ط» و «المنتخب» (١٣٥/ ب) : «البين» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» ولفظة «نفسك» زيادة منه. والشّين ضد الزّين.

<<  <  ج: ص:  >  >>