للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإشارة عليّ إليه.

وفيها قتل نجدة الخارجي الحروري، قتله أصحابه واختلفوا عليه، وقيل: ظفر به أصحاب ابن الزّبير.

وفيها مات قبيصة بن جابر الأسدي [١] ، وكان فصيحا [٢] مفوّها، روى عبد الملك بن عمير عنه قال: قال لي عمر: إني أراك شابا فصيح اللسان فسيح الصدر.

وفيها أعاد ابن الزّبير أخاه مصعبا وعزل ابنه حمزة، وقصد هو وعبد


كعب، وأبي ذر، وعبد الله بن مسعود، والزّبير بن العوام، وطائفة، وحدث عنه ابنه، ويحيى بن يعمر، وابن بريدة، وعمر مولى غفرة، وآخرون، وقرأ القرآن على عثمان، وعلي، قال محمد بن سلّام الجمحي: أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف. وحرف الرفع والنصب والجر والجزم، فأخذ ذلك عنه يحيى بن يعمر، وقال أبو عبيدة: أخذ أبو الأسود عن عليّ العربية، وقال المبرد: حدثنا المازنيّ قال: السبب الذي وضعت له أبواب النحو أن بنت أبي الأسود قالت له: ما أشد الحرّ! فقال: الحصباء بالرمضاء، قالت: إنما تعجب من شدته، فقال: أوقد لحن الناس؟ فأخبر ذلك عليا رضي الله عنه، فأعطاه أصولا بنى منها، وعمل بعده عليها، وهو أول من نقط المصاحف، وأخذ عنه النحو عنبسة الفيل، وأخذ عن عنبسة ميمون الأقرن، ثم أخذه عن ميمون عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وأخذه عنه عيسى بن عمر، وأخذه عنه الخليل بن أحمد، وأخذه عنه سيبويه، وأخذه عنه سعيد الأخفش. وقال الجاحظ: أبو الأسود مقدّم في طبقات الناس، كان معدودا في الفقهاء، والشعراء، والمحدّثين، والأشراف، والفرسان، والأمراء، والدّهاة، والنحاة، والحاضري الجواب، والشيعة، والبخلاء، والصّلع الأشراف.
له شعر جيد أشهره أبيات يقول فيها:
«لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم»
انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٤/ ١- ٨٦) و «شرح أبيات المغني» للبغدادي (٤/ ٢٢٩، ٢٣٠) ، و «الأعلام» للزركلي (٣/ ٢٣٦) و (٦/ ١١٢، ١١٣) .
[١] في الأصل، والمطبوع: «قبيصة بن خالد الأسدي» وهو تحريف، والتصحيح من المصادر التي بين يدي، وهو تابعي كبير.
[٢] في المطبوع: «نصيحا» وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>