للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماعة، وتفقّه وبرع على مذهب مالك، ولم يبق له في وقته نظير بشرق الأندلس تفنّنا واستبحارا. كان رأسا في الفقه، والقراءات، والعربية، وعقد الشروط.

قال [ابن] الأبّار: تلوت عليه، وهو أغزر من لقيت علما وأبعدهم صيتا. توفي في شوال.

وفيها عماد الدّين محمد بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك العلّامة أبو حامد [الإربلي] الشافعي [١] .

تفقّه على والده، وببغداد على يوسف بن بندار وغيره، ودرّس في عدة مدارس بالموصل، واشتهر، وقصده الطلبة من البلاد.

قال ابن خلّكان [٢] : كان إمام وقته في المذهب، [والأصول، والخلاف، وكان له صيت عظيم في زمانه، صنّف «المحيط» جمع فيه بين «المهذّب» ] [٣] و «الوسيط» وكان ذا ورع ووسواس في الطهارة، بحيث إنه يغسل يده من مس القلم، وكان كالوزير لصاحب الموصل نور الدّين، وما زال به حتى نقله إلى الشافعية، وتوجّه إلى بغداد، وتفقّه بالمدرسة النظامية على السّديد محمد، وسمع بها الحديث من الكشميهنيّ وغيره. وعاد إلى الموصل ودرّس بها في عدّة مدارس، منها النّورية، والعزّية، والزّينبية، والبقشية [٤] ، والعلائية.

وقال ابن شهبة [٥] : كان لطيف المحاورة، دمث الأخلاق. وكان مكمّل


[١] انظر «العبر» (٥/ ٢٨- ٢٩) .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٢٥٣- ٢٥٤) وقد نقل المؤلف كلامه عن «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة.
[٣] ما بين الحاصرتين سقط من «آ» .
[٤] في «ط» : «والبغشية» .
[٥] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٨٥) وراجع ترجمته في «طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي (٨/ ٩٧- ٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>