للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاضر، فتصيح [١] العوام باللّعن، فتعدى اللّعن إلى الشيخ عبد القادر، بل وإلى الإمام أحمد، وظهرت الأحقاد الصّدرية [٢] .

ثم حكم القاضي بتفسيق عبد السلام ورمى طيلسانه، وأخرجت مدرسة جدّه من يده ويد أبيه عبد الوهاب، وفوّضت إلى الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي.

قال ابن القادسي- بعد ذكر ذلك-: ثم أودع عبد السلام الحبس مدة، ولما أفرج عنه أخذ خطّه بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن الإسلام حقّ وما كان عليه باطل، وأطلق.

ثم لما قبض على ابن يونس، ردّت مدرسة الشيخ عبد القادر إلى ولده عبد الوهاب، وردّ ما بقي من كتب عبد السلام التي أحرق بعضها، وقبض على الشيخ أبي الفرج بسعي عبد السلام هذا، ونزل عبد السلام معه في السفينة إلى واسط، واستوفى بالكلام منه والشيخ ساكت. ولما وصل إلى واسط عقد مجلس حضره القضاة والشهود، وادعى عبد السلام على الشيخ بأنه تصرّف في وقف المدرسة، واقتطع من مالها، وأنكر الشيخ ذلك، وكتب محضر بما جرى، وأمر الشيخ بالمقام بواسط، ورجع عبد السلام.

وذكره ابن النجار في «تاريخه» وذمّه ذما بليغا، وذكر أنه لم يحدّث بشيء، وأنه توفي يوم الجمعة لثمان خلون من رجب، ودفن شرقي بغداد.

وفيها أبو محمد بن الأخضر الحافظ المتقن، مسند العراق، عبد العزيز بن محمود بن المبارك الجنابذي- بضم الجيم وفتح النون وموحدة


[١] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «فيصيح» .
[٢] في «آ» و «ط» : «البدرية» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>