للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم معجمة، نسبة إلى جنابذ، ويقال كونابذ، قرية بنيسابور- الحنبلي ثم البغدادي [١] .

ولد يوم الخميس ثامن عشر رجب، سنة أربع وعشرين وخمسمائة ببغداد، وأول سماعه سنة ثلاث وخمسمائة. سمع بإفادة أبيه وأستاذه ابن بكروس من القاضي أبي بكر بن عبد الباقي، وأبي القاسم بن السّمرقندي، وخلق. وسمع هو بنفسه من أبي الفضل الأرموي، وابن الزّاغوني، وابن البنا، وابن ناصر الحافظ، وأبي الوقت، وطبقتهم، ومن بعدهم، وبالغ في الطلب، وقرأ بنفسه، وكتب بخطّه، وحصّل الأصول، ولازم أبا الحسن بن بكروس الفقيه، وابن ناصر، وانتفع بهما، ولم يزل يسمع ويقرأ على الشيوخ لإفادة الناس إلى آخر عمره.

قال ابن النجار: صنّف مجموعات حسنة في كل فنّ، ولم يكن في أقرانه أكثر سماعا منه ولا أحسن أصولا، كأنها الشمس وضوحا وعليها أنوار الصدق. وبارك الله له في الرّواية، حتّى حدّث بجميع مسموعاته [٢] ومروياته.

صحبته مدة طويلة، وقرأت عليه الكثير من الكتب الكبار والأجزاء، وأكثر ما جمعه وخرّجه، وعلّقت عنه، واستفدت منه كثيرا، وكان ثقة حجة نبيلا، ما رأيت في شيوخنا سفرا و [لا] حضرا مثله، في كثرة مسموعاته ومعرفته بمشايخه، وحسن أصوله وحفظه وإتقانه.

وكان أمينا، متدينا، جميل الطريقة، عفيفا، أريد على أن يشهد عند القضاة فأبى ذلك، وكان من أحسن النّاس خلقا، وألطفهم طبعا، من محاسن البغداديين وظرفائهم، ما يملّ جليسه منه.


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣٨) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٧٩- ٨٢) .
[٢] لفظة «مسموعاته» لم ترد في «ذيل طبقات الحنابلة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>