للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المنذري: حدّث نحوا من ستين سنة، وصنّف تصانيف مفيدة، وانتفع به جماعة، ولنا منه إجازة، وكان حافظ العراق في وقته.

وقال ابن رجب: ومن تصانيفه «المقصد الأرشد في ذكر من [١] روى عن [الإمام] أحمد» في مجلدين، وكتاب «تنبيه اللّبيب وتلقيح فهم المريب في تحقيق أوهام الخطيب» و «تلخيص وصف الأسماء في اختصار الرسم والترتيب» أجزاء كثيرة، رأيت منه الجزء العشرين.

وروى عنه ابن الجوزي، وابن الدّبيثي، وابن نقطة، وابن النجّار، والضياء المقدسي، والبرزالي، وابن خليل، وغيرهم من أكابر الحفّاظ، وتوفي ليلة السبت بين العشاءين، سادس شوال، ودفن بمقبرة باب حرب.

وفيها أبو محمد عبد المحسن بن يعيش بن إبراهيم بن يحيى الحرّاني [٢] ، الفقيه الحنبلي. سمع بحرّان من أبي ياسر بن أبي حبّة، ورحل إلى بغداد، فسمع من ابن كليب، وابن الجوزي، وطبقتهما. وقرأ المذهب والخلاف، حتّى تميّز، وأقام ببغداد مدة، ثم عاد إلى حرّان، فأقام بها، ثم قدم بغداد حاجّا سنة عشر وستمائة، وحدّث بها، وسمع منه بعض الطلبة، ثم رجع إلى حرّان، فتوفي بها وهو شاب.

وفيها علي بن المفضّل بن علي الإمام الحافظ المفتي شرف الدّين أبو الحسن اللّخمي المقدسي ثم الإسكندراني [٣] الفقيه المالكي.

ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وتفقه على أبي طالب صالح [بن إسماعيل] بن بنت معافى، وأبي طاهر بن عوف، وأكثر إلى الغاية عن


[١] في «آ» : «فيمن» .
[٢] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٨٢) .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٣٨- ٣٩) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٧٧- ٧٩) وما بين حاصرتين زيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>