للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعوام، وهذا ما لا نعلمه تهيأ لأحد سواه. اعتنى به سبط الخيّاط، فأقرأه وحرص عليه، وجهّزه إلى أبي القاسم هبة الله بن الطّبر، فقرأ عليه بست [١] روايات، وإلى أبي منصور ابن خيرون، وأبي بكر خطيب الموصل، وأبي الفضل بن المهتدي بالله. فقرأ عليهم بالروايات الكثيرة. وسمع من ابن الطّبر، وقاضي المارستان، وأبي منصور القزّاز، وخلق، وأتقن العربية على جماعة، وقال الشعر الجيد، ونال الجاه الوافر، فإن الملك المعظم كان مديما للاشتغال عليه، وكان ينزل إليه من القلعة.

توفي في سادس شوال، ونزل الناس بموته درجة في القراءات وفي الحديث، لأنه آخر من سمع من القاضي أبي بكر، والقاضي أبو بكر آخر من سمع من أبي محمد الجوهري، والجوهري آخر من روى عن القطيعي، والقطيعي آخر من روى عن الكريمي وجماعة. قاله في «العبر» .

قلت ومن شعره [٢] :

تمنّيت في عصر [٣] الشّبيبة أنّني ... أعمّر والأعمار لا شكّ أرزاق [٤]

فلمّا أتاني ما تمنّيت [٥] ساءني ... من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق

وها أنا في إحدى وتسعين حجّة ... لها في إرعاد مخوف وإبراق

يقولون ترياق لمثلك نافع ... وما لي إلّا رحمة الله ترياق

وفيها عبد الرحمن بن علي الزّهري الإشبيلي [٦] أبو محمد، مسند الأندلس في زمانه. روى «صحيح البخاري» سماعا من أبي الحسن شريح،


[١] في «ط» : «ست» .
[٢] انظر «الأبيات في وفيات الأعيان» (٢/ ٣٤١- ٣٤٢) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ١٣٩) .
[٣] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «عشر» والتصحيح من «تاريخ الإسلام» .
[٤] في «آ» : «رزاق» .
[٥] في «تاريخ الإسلام» : «فلما أتى ما قد تمنيت» .
[٦] انظر «العبر» (٥/ ٤٦) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>