للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة عشرين وخمسمائة، وسمع سنة خمس وعشرين من عبد الكريم بن حمزة، وجمال الإسلام [١] ، وطاهر بن سهل الإسفراييني والكبار. ودرّس وأفتى، وبرع في المذهب، وانتهى إليه علو الإسناد، وكان صالحا عابدا من قضاة العدل.

قال ابن شهبة: تفرّد بالروايات عن أكثر شيوخه، ورحل إلى حلب وتفقّه بها على المحدّث الفقيه أبي الحسن المرادي [٢] ، وناب في القضاء عن ابن أبي عصرون، ثم ولي قضاء الشام في آخر عمره سنة اثنتي عشرة، ودرّس بالعزيزية، وكان يجلس للحكم بالمجاهدية. وكان إماما عارفا بالمذهب، ورعا، صالحا، محمود الأحكام، حسن السيرة، كبير القدر.

وقال أبو شامة: حدثني الشيخ عز الدّين بن عبد السّلام أنه لم ير أفقه منه، وعليه كان ابتداء اشتغاله، ثم صحب فخر الدّين بن عساكر، فسألته عنهما فرجح ابن الحرستاني وقال: إنه كان يحفظ كتاب «الوسيط» للغزالي.

قال: ولما طلب للقضاء امتنع من الولاية حتى ألحوا عليه فيها، وكان صارما عادلا على طريقة السلف في لباسه وعفته، بقي في القضاء سنتين وسبعة أشهر.

وقال سبط ابن الجوزي: كان زاهدا عفيفا عابدا ورعا نزها، لا تأخذه في الله لومة لائم، اتفق أهل دمشق على أنه ما فاتته صلاة بجامع دمشق في جماعة إلّا إذا كان مريضا.

توفي في رابع ذي الحجة، وهو ابن خمس وتسعين سنة.


[١] هو علي بن المسلّم السّلمي الدمشقي. انظر ترجمته في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (١/ ٣٤٥- ٣٤٦) .
[٢] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «المراري» والتصحيح من «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>