للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن تقبلوا عذري فأهلا ومرحبا ... وإن لم تجيبوا [١] فالمحبّ حمول

سأصبر لا عنكم ولكن عليكم ... عسى لي إلى ذاك الجناب وصول

قاله في «العبر» .

وقال السخاوي: اقتات سنة بثلاثة دراهم، اشترى بدرهم دقيقا، وبدرهم سمنا، وبدرهم عسلا، ولتّه وجعله ثلاثمائة وستين كبّة، كان يفطر كل ليلة على كبّة. وقيل: إنه عمل مرة مجاهدة تسعين يوما، يفطر كل ليلة على حمّصة حتّى لا يواصل. وكان يأكل كل عشرة أيام أكلة.

وعن الشيخ علي الشبلي قال: احتاجت زوجتي إلى مقنعة، فقلت:

عليّ دين خمسة دراهم، فمن أين أشتري لك مقنعة؟ فنمت فرأيت من يقول لي: إذا أردت أن تنظر إلى إبراهيم الخليل فانظر إلى الشيخ عبد الله بن عبد العزيز، فلما أصبحت أتيته بقاسيون، فقال لي: ما لك يا علي؟ اجلس، وقام إلى منزله وعاد ومعه مقنعة في طرفها خمسة دراهم، فأخذتها ورجعت [٢] .

انتهى.

وقال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : أصله من قرية من قرى بعلبك يقال لها: يونين [٣] . كان صاحب رياضات وكرامات ومجاهدات، ولم يقم لأحد قطّ تعظيما لله تعالى، ولا ادّخر، ولا لمس بيده دينارا ولا درهما، زاهدا عفيفا، ما لبس قطّ سوى الثوب الخام وقلنسوة من جلود الغنم تساوي نصف درهم.

وقال القاضي يعقوب قاضي البقاع: كنت يوما بدمشق عند الجسر الأبيض في مسجد هناك وقت الحرّ، وإذا بالشيخ عبد الله قد نزل يتوضأ وإذا


[١] في «آ» و «ط» : «وإن لم تحنوا» وما أثبته من «العبر» و «تاريخ الإسلام» .
[٢] أقول: ليس معنى ذلك، أنه يعلم الغيب، فإنه لا يعلم ذلك إلا الله تعالى، وإنما جاءت عفوا. (ع) .
[٣] قال الزّبيدي في «تاج العروس» (يون) : يقال لها «يونان» و «يونين» بالضم.

<<  <  ج: ص:  >  >>