للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك الحال فقال: ابنوا عليه بنيانا وهو على حالته، فقالوا: اتّباع السّنّة أولى، وجاء داود المؤذن فغسّله عند اللّوزة، وذلك يوم السبت وقد تجاوز الثمانين سنة، وقبره يزار ببعلبك، رحمه الله.

وفيها أبو المظفّر بن السمعاني فخر الدّين عبد الرحيم بن الحافظ أبي سعيد عبد الكريم بن الحافظ أبي بكر محمد بن الإمام أبي المظفّر منصور بن محمد التميمي المروزي [١] الشافعي الفقيه المحدّث، مسند خراسان.

ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وروى كتبا كبارا، منها «البخاري» و «مسند الحافظ أبي عوانة» و «سنن أبي داود» و «جامع الترمذي» و «تاريخ الفسوي» و «مسند الهيثم بن كليب» . سمع من وجيه الشحّامي، وأبي الأسعد القشيري، وخلق. رحّله أبوه إليهم بمرو، ونيسابور، وهراة، وبخارى، وسمرقند، ثم خرّج له أبوه «معجما» في ثمانية عشر جزءا، وكان مفتيا عارفا بالمذهب، وروى الكثير، ورحل الناس إليه، وسمع منه الحافظ أبو بكر الحازمي، ومات قبله بدهر، وحدّث عنه الأئمة: ابن الصلاح، والضياء المقدّسي، والزّكي البرزالي، والمحب بن النجّار. وخرّج لنفسه «أربعين حديثا» وانتهت إليه رئاسة الشافعية ببلده، وختم به البيت السمعاني. عدم في دخول التتار ومرّ في آخر العام.

وفيها قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى العلوي الحسنيّ [٢] ، صاحب مكّة أبو عزيز [٣] . عاش أكثر من ثمانين سنة.


[١] انظر «العبر» (٥/ ٦٨- ٦٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ١٠٧- ١٠٩) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٣١٣- ٣١٦) .
[٢] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الحسيني» والتصحيح من المصادر المذكورة في التعليق التالي.
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٦٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ١٥٩- ١٦٠) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٣٢٣- ٣٢٤) و «العقد الثمين» (٧/ ٣٩- ٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>