للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو الدّر ياقوت بن عبد الله [١] الموصلي [٢] الكاتب المجيد المشهور، الملقب أمين الدّين، المعروف بالملكي، نسبة إلى السلطان ملكشاه. سكن الموصل، وأخذ النحو عن ابن الدهّان، وكان ملازما قراءة «ديوان» المتنبي و «المقامات» وكتب بخطّه الكثير، وانتشر خطّه في الآفاق، وكان خطّه في نهاية الحسن، ولم يؤدّ أحد طريقة ابن البوّاب مثله، مع فضل غزير ونباهة، وكان مغرى بنقل «صحاح» الجوهري، وكتب منها نسخا كثيرة كل نسخة في مجلد، وكتب عليه خلق كثير وانتفعوا به، وكانت له سمعة كثيرة في زمنه، مات في هذه السنة وقد أسنّ وتغيّر خطّه كثيرا.

وفيها سالم بن سعادة الحمصي [٣] الشاعر، مات بحلب.

ومن شعره:

وروض أريض من شقيق ونرجس ... لنوريهما من تحت قضب الزّبرجد

خدود عقيق تحت خالات عنبر ... وأجفان درّ حول أحداق عسجد

وفيها جلال الدّين [الحسن، حفيد] الحسن [بن] الصّبّاح [٤] ، صاحب الألموت، وكردكوه [٥] ، وهو مقدّم الإسماعيلية، وكان قد أظهر شريعة الإسلام من الأذان وغيره وولّى بعده ولده الأكبر.


[١] تنبيه: في «آ» و «ط» : «ياقوت المستعصمي بن عبد الله الموصلي» وهو وهم من المؤلف رحمه الله، والصواب حذف لفظة «المستعصمي» لأنها سبقت إلى ذهن المؤلف فإن ياقوتا المستعصمي مات سنة (٦٩٨) كما سيأتي في أواخر أحداثها من هذا الكتاب ص (٧٧٣) لذا قمت بحذفها.
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٦/ ١١٩- ١٢٢) و «النجوم الزاهرة» (٥/ ٢٨٣) .
[٣] لم أقف على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر.
[٤] انظر «الكامل في التاريخ» (١٢/ ٤٠٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ١٥٨- ١٥٩) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٣٥٨) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.
[٥] في «آ» و «ط» : «ودردكوه» وما أثبته من «الكامل في التاريخ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>