للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله في اللغة والأنساب ونحو ذلك مصنفات. وله «كتاب التوابين» [١] و «كتاب المتحابين في الله» و «كتاب الرّقة والبكاء» وغير ذلك.

وانتفع بتصانيفه المسلمون عموما، وأهل المذهب خصوصا، وانتشرت واشتهرت بحسن قصده وإخلاصه، ولا سيما كتابه «المغني» فإنه عظم النفع به، حتّى قال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم [٢] مثل «المجلّى و «المحلّى» [٣] وكتاب «المغني» للشيخ موفق الدّين بن قدامة في جودتهما وتحقيق ما فيهما.

ونقل عنه أيضا أنه قال: ما طابت نفسي بالفتيا حتّى صار عندي نسخة «المغني» مع أنه كان يسامي الشيخ في زمانه.

وقال سبط ابن الجوزي: أنشدني الموفق لنفسه:

أبعد بياض الشّعر أعمر مسكنا ... سوى القبر إني إن فعلت لأحمق

يخبّرني شيبي بأني ميّت ... وشيكا وينعاني إليّ فيصدق

يخرّق عمري كل يوم وليلة ... فهل مستطيع رفو [٤] ما يتخرّق [٥]

كأني بجسمي فوق نعشي ممدّدا ... فمن ساكت أو معول يتحرّق

إذا سئلوا عني أجابوا وأعولوا ... وأدمعهم تنهلّ هذا الموفّق

وغيّبت في صدع من الأرض ضيّق ... وأودعت لحدا فوقه الصخر مطبق


[١] وقد طبع في المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق أول مرة بتحقيق جورج المقدسي، ولكن تلك الطبعة جاءت خالية من الضبط والإتقان والشرح والبيان والتخريج والتوضيح والتعليق على المواطن المهمة، فتصدى لتحقيق ذلك كله والدي حفظه الله وصدرت الطبعة التي حققها منه عن دار البيان بدمشق عام (١٣٨٩) هـ، ثم صورت مرات كثيرة في دور نشر مختلفة ببيروت. وقد قمت باختصاره بالاشتراك مع الأستاذ حسن مروة، ونشرته دار الخير بدمشق.
[٢] قوله: «في العلم» لم يرد في «آ» .
[٣] وهما للإمام ابن حزم الأندلسي، وقد شرح «المجلّى» بكتابه «المحلّى» . انظر «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ١٩٤) .
[٤] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «رفق» .
[٥] في «البداية والنهاية» لابن كثير (١٣/ ١٠٠) : «فهل مستطاع رقع ما يتخرق» . (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>