للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحثو عليّ التّرب أوثق صاحب ... ويسلمني للقبر من هو مشفق

فيا ربّ كن لي مؤنسا يوم وحشتي ... فإني لما أنزلته لمصدّق

وما ضرّني أني إلى الله صائر ... ومن هو من أهلي أبرّ وأرفق

ومن شعره أيضا:

لا تجلسنّ بباب من ... يأبى عليك دخول داره

وتقول حاجاتي إلي ... هـ يعوقها إن لم أداره

اتركه واقصد ربّها ... تقضى وربّ الدار كاره

وتفقه على الشيخ موفق الدّين خلق كثير، منهم ابن أخيه الشيخ شمس الدّين عبد الرحمن. وروى عنه جماعة من الحفّاظ وغيرهم، منهم ابن الدّبيثي، والضياء، وابن خليل، والمنذري، وعبد العزيز بن طاهر بن ثابت الخيّاط المقرئ.

وتوفي- رحمه الله تعالى- بمنزله بدمشق يوم السبت يوم عيد الفطر، وصلّي عليه من الغد، وحمل إلى سفح قاسيون فدفن به، وكان جمع عظيم لم ير مثله.

قال عبد الرحمن بن محمد [١] العلوي: كنا بجبل بني هلال، فرأينا على قاسيون ليلة العيد ضوءا عظيما، فظننا أن دمشق قد احترقت، وخرج أهل القرية ينظرون إليه، فوصل الخبر بوفاة الموفق، وسمّيت تربته بالروضة لأنه رؤي بعض الموتى المدفونون هناك في سرور عظيم، فسئل عن ذلك فقال: كنا في عذاب، فلما دفن عندنا الموفق صارت تربتنا روضة من رياض الجنة [٢] .


[١] في «آ» و «ط» : «محمد بن عبد الرحمن» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» و «القلائد الجوهرية» .
[٢] أقول: في هذه القصة أيضا مبالغات. (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>