للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان له جارية قد علّمها الخطّ بنفسه، فكانت تكتب مثل خطّه، فتكتب على التواقيع.

وقال شمس الدّين الجزري [١] : كان الماء الذي يشربه النّاصر تأتي به الدّواب من فوق بغداد بسبعة [٢] فراسخ ويغلى سبع غلوات كل يوم غلوة، ثم يحبس في الأوعية سبعة أيام، ثم يشرب منه، ومع هذا ما مات حتّى سقي المرقد مرات، وشقّ ذكره، وأخرج منه الحصى ثم مات منه.

ومن لطائفة أن خادما له اسمه يمن كتب إليه ورقة فيها عتب، فوقّع فيها: بمن يمنّ يمن، ثمن يمن ثمن.

وفيها ابن يونس صاحب «شرح التنبيه» الإمام شرف الدّين أحمد بن العلّامة ذي الفنون كمال الدّين موسى ابن الشيخ المفتي رضي الدّين يونس الموصلي الشافعي [٣] . توفي في ربيع الآخر عن سبع وأربعين سنة.

قال ابن خلّكان: كان كثير المحفوظات، غزير المادة، نسج على منوال أبيه في التفنن، وما سمعت أحدا يلقي الدروس مثله. ولقد كان من محاسن الوجود، وما أذكره إلّا وتصغر الدنيا في عيني.

وقال الذهبي: عاش بعده أبوه سبع عشرة سنة.

وفيها إبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي المواقيتي أبو إسحاق الخيّاط [٤] . روى «الصحيح» [٥] غير مرة عن أبي الوقت [السّجزي] ، وتوفي في شعبان، وكان ثقة فاضلا مؤقّتا.


[١] انظر «المختار من تاريخه» للذهبي ص (١٢٢) .
[٢] في «آ» و «ط» : «سبعة» والتصحيح من «المختار من تاريخ ابن الجزري» .
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (١/ ١٠٨- ١٠٩) و «العبر» (٥/ ٨٨- ٨٩) .
[٤] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٣/ ١٥٦- ١٥٧) و «العبر» (٥/ ٨٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٢٨٨) و «تاريخ الإسلام» (٦٣/ ٩١) .
[٥] يعني «صحيح البخاري» فقد رواه عن أبي الوقت السّجزي، ورواه السجزيّ عن أبي محمد-

<<  <  ج: ص:  >  >>