للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الوزير صفي الدّين أبو محمد عبد الله بن علي [١] بن شكر، له بدمشق آثار حسنة، منها عمارة المصلى بميدان الحصى، وتبليط جامع بني أميّة، وعمارة مسجد الفوّارة، وتجديد جامع حرستا، وجامع المزّة، وغير ذلك.

وفيها أبو الحسن علي بن الجارود، الأديب الفاضل الشاعر.

فمن شعره:

أحكم فإنّك في الجمال أمير ... واعدل فقلبي في يديك أسير

واكفف لحاظك أيها الرشأ الذي ... يسطو على أسد الشرى ويجور

يا عاذلي خفّض عليك فإنني ... مذ خطّ لام عذاره معذور

وفيها أبو الدّر ياقوت بن عبد الله الرّومي، الملقب مهذّب الدّين [٢] ، الشاعر المشهور. مولى أبي منصور التّاجر الحلبي.

قال ابن خلّكان: اشتغل بالعلم وأكثر من الأدب، واستعمل قريحته في النظم فجاد فيه، ولما تميّز ومهر سمّى نفسه عبد الرحمن، وكان مقيما في المدرسة النظامية ببغداد، وعدّه ابن الدّبيثي في جملة من اسمه عبد الرحمن، وذكر أنه نشأ ببغداد، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ شيئا من الأدب، وكتب خطا حسنا، وقال الشعر، وأكثر منه في الغزل والتصابي، وذكر المحبة، وراق شعره.

ومن شعره:

ألست من الولدان أحلى شمائلا ... فكيف سكنت القلب وهو جهنّم

وقال ابن النجار في «تاريخ بغداد» : وجد أبو الدّر المذكور في داره ميتا


[١] في «ا» و «ط» «أبو عبد الله محمد» وهو خطأ والتصحيح من ترجمته التي أوردها المؤلف قبل قليل. انظر ص (١٧٧) .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٦/ ١٢٢- ١٢٦) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣١٢- ٣١٣) و «تاريخ الإسلام» (٦٣/ ١٢٦- ١٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>