للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعزفهم [١] عن الفتن، وتمّ له ذلك إلى أن مات.

قيل: اعتمر قريبا من ألف عمرة.

قال مالك: بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة، أفتى في ستين منها، ولما مات أمرهم أن يدفنوه ليلا ولا يعلموا الحجّاج لئلا يصلّي عليه، ودفن في ذات أذاخر [٢] يعني فوق القرية التي يقال: لها العابدة، وبعضهم يزعم أنها في الجبل الذي فوق البستان على يمين الخارج من مكّة إلى المحصّب [٣] .

وتوفي بعده في تلك السنة أبو سعيد الخدريّ سعد بن مالك الأنصاريّ، وكان من أعيان الصحابة وفقهائهم، شهد الخندق، وبيعة الرّضوان، وغيرهما.

وفيها توفي بالمدينة سلمة الأكوع الأسلميّ، وكان ممن بايع النبيّ صلى الله عليه وسلم على الموت يوم الحديبية، وكان بطلا شجاعا راميا، يسبق الفرس عدوا [٤] ، وله سوابق ومشاهد محمودة.

وفيها توفّي بالكوفة أبو جحيفة [٥] السّوائيّ، ويقال له: وهب الخير، له


[١] في المطبوع: «أعرفهم» وهو خطأ.
[٢] قال الزبيدي: ثنيّة أذاخر بالفتح: قرب مكة بينها وبين المدينة، وكأنها مسماة بجمع الإذخر.
«تاج العروس» «ذخر» (١١/ ٣٦٤) . وانظر «معجم ما استعجم» للبكري (١/ ١٢٨) ، و «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (٢/ ٣٥) .
[٣] قال الزبيدي: المحصّب اسم الشّعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكّة ومنى، يقام فيه ساعة من الليل، ثم يخرج إلى مكّة، سمي به للحصباء الذي فيه، وكان موضعا نزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن سنّه للناس، فمن شاء حصّب، ومن شاء لم يحصّب. وانظر تتمة كلامه في «تاج العروس» «حصب» (٢/ ٢٨٤، ٢٨٥) .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «شدا» وهو خطأ، والتصحيح من «دول الإسلام» للذهبي (١/ ٥٤) .
[٥] واسمه وهب بن عبد الله السّوائي. انظر «أسد الغابة» (٦/ ٤٨) ، و «تهذيب الأسماء واللغات» (٢/ ٢٠٢) ، و «سير أعلام النبلاء» (٣/ ٢٠٢) ، وقال النووي: ويقال: وهب بن وهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>