للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن قاضي شهبة: إليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار، ولقد برز فيه على كثير ممن تقدّمه، وحاز قصب السبق، فلا يدرك شأوه إلّا من وضع يديه حيث وضع قدمه. تفقّه على والده وغيره، وسمع الحديث من جماعة.

وقال ابن الصلاح: أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله. كان ذا فنون، حسن السيرة، جميل الأمر، صنف «شرح الوجيز» في بضعة عشر مجلدا لم يشرح «الوجيز» بمثله.

وقال النووي [١] : إنه كان من الصالحين المتمكنين، وكانت له كرامات [كثيرة] ظاهرة.

وقال أبو عبد الله محمد بن محمد الإسفراييني: هو شيخنا، إمام الدّين، وناصر السّنة صدقا. كان أوحد عصره في العلوم الدينية، أصولا وفروعا، ومجتهد زمانه في المذهب، وفريد وقته في التفسير. [كان له مجلس بقزوين للتفسير] [٢] ولتسميع الحديث. صنّف شرحا ل «مسند الشافعي» وأسمعه وصنّف شرحا ل «الوجيز» ، ثم صنّف أوجز منه.

وقيل: إنه لم يجد زيتا للمطالعة في قرية بات بها فتألم، فأضاء له عرق كرمة فجلس يطالع ويكتب عليه.

ومن شعره:

أقيما على باب الرّحيم أقيما ... ولا تنيا في ذكره فتهيما

هو الرّبّ من يقرع على الصّدق بابه ... يجده رؤوفا بالعباد رحيما


[١] انظر «تهذيب الأسماء واللغات» (٢/ ٢٦٤- ٢٦٥) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.
[٢] ما بين الحاصرتين سقط من «آ» و «ط» واستدركته من «تاريخ الإسلام» مصدر المؤلف وانظر «تهذيب الأسماء واللغات» .

<<  <  ج: ص:  >  >>