وذكر ابن خلّكان أنه قال: دخلت يوما على القاضي هبة الله بن سناء الملك الشاعر فقال لي: يا أديب صنفت نصف بيت ولي أيام أفكر في تمامه قلت: وما هو؟ قال:
بياض عذاري من سواد عذاره
قلت: قد حصل تمامه، وأنشدت:
كما جلّ ناري فيه من جلنّاره
فاستحسنه وعمل عليه.
ومن نظمه الأبيات المشهورة السائرة الرائقة الفائقة:
قالوا عشقت وأنت أعمى ... ظبيا كحيل الطّرف ألمى
وحلاه ما عاينتها ... فنقول قد شغفتك دهما
وخياله بك في المنا ... م فما أطاف ولا ألمّا
من أين أرسل للفؤا ... د وأنت لم تنظره سهما
ومتى رأيت جماله ... حتّى كساك هواه سقما
وبأيّ جارحة وصل ... ت لوصفه نثرا ونظما
والعين داعية الهوى ... وبه ينمّ إذا تنمّى
فأجبت إني موسو ... يّ العشق إنصافا وفهما
أهوى بجارحة السّما ... ع ولا أرى ذات المسمّى
وقال ابن خلّكان: وأخبرني أحد أصحابه أن شخصا قال له: رأيت في بعض تآليف أبي العلاء المعرّي ما صورته: أصلحك الله وأبقاك، لقد كان من الواجب أن تأتينا اليوم إلى منزلنا الخالي، لكي نحدث عهدا بك يا زين