للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخلاء، فما مثلك من ضيّع عهدا [١] وغفل، وسأله من أي الأبحر هذا؟ وهل هو بيت واحد أم أكثر؟ فإن كان أكثر فهل أبياته على رويّ واحد أم هي مختلفة الرّويّ. قال: فأفكر ساعة، ثم أجابه بجواب حسن، فلما قال لي المخبر ذلك، قلت له: اصبر عليّ حتّى أنظر [فيه] ولا تقل ما قاله، ثم أفكرت فيه فوجدته يخرج من بحر الرّجز، وهذا المجزوء منه، وتشتمل هذه الكلمات على أربعة أبيات، على رويّ اللّام، وهي على صورة يسوغ استعمالها عند العروضيين، ومن لم يكن من العروضيين [٢] ومن لم يكن له بهذا الفنّ معرفة، فإنه ينكرها، لأجل قطع الموصول منها، ولا بد من الإتيان بها لتظهر [٣] صورة ذلك وهي:

أصلحك الله وأب ... قاك لقد كان من ال

واجب أن تأتينا ال ... يوم إلى منزلنا ال

خالي لكي نحدث عه ... دا بك يا زين الأخل

لاء فما مثلك من ... ضيّع [٤] عهدا أو غفل [٥]

وهذا إنما يذكره أهل هذا الشأن للمعاياة لا أنه [٦] من الأشعار المستعملة، فلما استخرجته عرضته على ذلك الشخص، فقال: هكذا قاله مظفّر الأعمى.

وكانت ولادة مظفّر الدّين المذكور لخمس بقين من جمادى الآخرة،


[١] في «وفيات الأعيان» : «من غير عهدا» .
[٢] قوله: «ومن لم يكن من العروضيين» لم يرد في «وفيات الأعيان» الذي بين يدي.
[٣] في «آ» و «ط» : «لتنظر» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «غيّر» .
[٥] في «آ» و «ط» : «وغفل» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٦] في «وفيات الأعيان» : «لا لأنه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>