والتعب ما يكلّ اللّسان عن شرحه. ووصل إلى الموصل وقد تقطعت به الأسباب، ثم انتقل إلى سنجار، وارتحل إلى حلب، وأقام بظاهرها في الخان إلى أن مات. وكان قد تتبع التواريخ، وصنّف كتابا سماه «إرشاد الألبّاء إلى معرفة الأدباء» يدخل في أربع مجلدات، وهو في نهاية الحسن والإمتاع.
وكتاب «معجم البلدان» و «معجم الأدباء» و «معجم الشعراء» و «المشترك وضعا المختلف صقعا» وهو من الكتب النافعة، و «المبدأ والمآل» في التاريخ، و «الدول» و «مجموع كلام أبي علي الفارسي» و «عنوان كتاب الأغاني» و «المقتضب في النسب» يذكر فيه أنساب العرب، و «أخبار المتنبي» .
وكانت له همّة عالية في تحصيل المعارف.
قال ابن خلّكان: وكانت ولادته في سنة أربع وسبعين وخمسمائة ببلاد الرّوم، وتوفي يوم الأحد العشرين من رمضان في الخان بظاهر مدينة حلب، وقد كان أوقف كتبه على مسجد الزّيدي بدرب دينار ببغداد، وسلّمها إلى الشيخ عز الدّين بن الأثير صاحب «التاريخ الكبير» . ولما تميّز ياقوت واشتهر سمّى نفسه يعقوب.
ولقد سمعت الناس عقيب موته يثنون عليه ويذكرون فضله وأدبه، ولم يقدّر لي الاجتماع به. انتهى ملخصا.
ومن شعره في غلام تركي رمدت عينه، فجعل عليها وقاية سوداء: