للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الذهبي: لا أعلم في السلاطين أكثر جولانا منه في البلدان، ما بين الهند إلى ما وراء النهر، إلى العراق، إلى فارس، إلى كرمان، إلى أذربيجان، وإرمينية، وغير ذلك. وحضر مصافا، وقاوم التتار في أول جدّهم [١] وحدّتهم. وافتتح غير مدينة، وسفك الدماء، وظلم، وعسف، وغدر، ومع ذلك كان صحيح الإسلام. وكان ربما قرأ في المصحف ويبكي.

وآل أمره إلى أن تفرّق [عنه] [٢] جيشه وقلّوا، لأنهم لم تكن لهم إقطاع، بل أكثر عيشهم من نهب البلاد. انتهى.

وقال غيره: انهزم من التتار فرآه فلاح من قرية يقال لها: عين دارا [٣] ، راكبا على سرج مرصّعا باليواقيت، وعلى لجام فرسه الجواهر، فشره الفلّاح إلى ما كان معه فأنزله فأطعمه، فلما نام ضربه بفأس فقتله وأخذ ما معه ودفنه، فبلغ ذلك شهاب الدّين غازي صاحب ميّافارقين، فأحضر الفلّاح وعاقبه، فأقر. وأحضر الفرس والسلاح، وكان جلال الدّين سدّا بين المسلمين والكفّار. فلما مات انفتح السدّ. وكان يتكلم بالتّركية والفارسية. انتهى.

وفيها أبو موسى الحافظ جمال الدّين عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي [٤] ، الحافظ ابن الحافظ.

ولد في شوّال سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وسمع من عبد الرحمن


[١] كذا في «آ» و «ط» : «في أول جدهم» وفي «العبر» : «في أول حدهم» بالحاء المهملة.
[٢] لفظة «عنه» مستدركة من «العبر» .
[٣] عين دارا، لم أقف على من ذكرها بهذا الاسم عند أصحاب كتب البلدان التي بين يدي، ولكن جاء في «معجم البلدان» (٢/ ٤١٨) : دارا ... بلدة في لحف جبل بين نصيبين وماردين ... ذات بساتين ومياه جارية.
[٤] انظر «العبر» (٥/ ١١٤- ١١٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣١٧- ٣٢٠) و «تاريخ الإسلام» (٦٣/ ٣١٦- ٣٢٠) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ١٨٥- ١٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>