للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر ابن الأنماطي أنه سأله عن نسبته فقال: جارية ربّت جدّتي أمّ أبي اسمها نقطة عرفنا باسمها. توفي في سنّ الكهولة بكرة يوم الجمعة ثاني عشري صفر ببغداد ودفن عند قبر أبيه.

وأبوه الزاهد أبو محمد عبد الغني [١] . كان من أكابر الزّهاد المشهورين بالصلاح والإيثار، وله أتباع ومريدون، وبنت له أمّ الخليفة النّاصر مسجدا حسنا ببغداد فانقطع فيه، وكان يقصده الناس فيتكلم عليهم، وزوّجته بجارية من خواصها وجهزتها بنحو من عشرة آلاف دينار، فما حال الحول وعندهم من ذلك شيء، بل جميع ذلك تصدق به. وكان يتصدق في [كلّ] [٢] يوم بألف دينار وأصحابه [٣] صيام، لا يدّخر لهم عشاء. وقف عليه سائل يلح في الطلب ويصف فقره وأنه منذ كذا لم يجد شيئا، فأخرج إليه الهاون، وقال: خذ هذا كل به في ثلاثين يوما ولا تشنّع على الله عزّ وجل. وتوفي ببغداد في رابع جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، رحمه الله.

وكان محمد بن نقطة ينشد:

لا تظهرنّ لعاذل أو عاذر ... حاليك في السّرّاء والضّرّاء

فلرحمة المتوجّعين مرارة ... في القلب مثل شماتة الأعداء


[١] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ترجمة ١٨) كما في فهرسه. قلت: ولم أقف عليها في النسخة التي بين يدي فقد سقطت هي وغيرها أثناء الطبع من طبعة مؤسسة الرسالة. و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ١٨٤) .
[٢] سقطت من «آ» و «ط» واستدركتها من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٣] يعني أهل بيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>