للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال بعضهم: لما كشف له الغطاء، وتحقّق أنه هو غير الله، وأنه لا حلول ولا اتحاد، قال ذلك.

وقال بعضهم: قاله لما حضره ملائكة العذاب الأليم، أستغفر الله سبحانه، هذا بهتان عظيم.

والحاصل أنه اختلف في شأن صاحب الترجمة، وابن عربي، والعفيف التّلمساني، والقونوي، وابن هود، وابن سبعين، وتلميذه الشّشتري، وابن مظفّر، والصفّار من الكفر إلى القطبانية. وكثرت التصانيف من الفريقين في هذه القضية، ولا أقول كما قال بعض الأعلام سلّم تسلم والسلام، بل أذهب إلى ما ذهب إليه بعضهم أنه يجب اعتقادهم وتعظيمهم، ويحرم النظر في كتبهم على من لم يتأهل لتنزيل ما فيها من الشطحات على قوانين الشريعة المطهّرة [١] ، وقد وقع لجماعة من الكبار الرجوع عن الإنكار. انتهى كلام المناوي مختصرا.

وما أحسن قوله في التائية:

وكلّ أذى في الحبّ منك إذا بدا ... جعلت له شكري مكان شكيّتي [٢]

وله ما رأيته في دواوينه، وهو معنى في غاية اللّطف والرّقّة:

خلص الهوى لك واصطفتك مودّتي ... إني أغار عليك من ملكيكا

ولو استطعت منعت لفظك غيرة ... إني أراه مقبّلا شفتيكا

وأراك تخطر في شمائلك التي ... هي فتنة فأغار منك عليكا

ورؤي في النوم فقيل له: لم لا مدحت المصطفى في «ديوانك» ؟

فقال:

أرى كلّ مدح في النّبيّ مقصّرا ... وإن بالغ المثني عليه وكثّرا


[١] أقول: الشطحات لا تقبل من أي شخص كان. (ع) .
[٢] البيت في «ديوانه» ص (٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>