للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جزء لطيف. روى عنه ابن الدّبيثي، وابن نقطة، والضياء، والزّكي البرزالي، وابن النجّار، وطائفة.

وقال ابن النجار: كان شيخ وقته في علم الحقيقة، وانتهت إليه الرئاسة في تربية المريدين، ودعاء الخلق إلى الله تعالى. وبالغ في الثناء عليه.

وعمي في آخر عمره وأقعده، ومع ذلك فما أخلّ بشيء من أوراده.

وقال ابن خلّكان: كان شيخ الشيوخ ببغداد، وكان له مجلس وعظ، وعلى وعظه قبول كثير. وله نفس مبارك. حكى لي من حضر مجلسه أنه أنشد يوما على الكرسي:

لا تسقني وحدي فما عوّدتني ... إني أشحّ بها على جلّاسي

أنت الكريم ولا يليق تكرّما ... أن يصبر [١] النّدماء دون الكاس

فتواجد الناس لذلك، وقطعت شعور كثيرة، وتاب جمع كبير.

وله تآليف حسنة، منها: كتاب «عوارف المعارف» وهو أشهرها.

وله شعر منه:

تصرّمت وحشة اللّيالي ... وأقبلت دولة الوصال

وصار بالوصل لي حسودا ... من كان في هجركم رثى لي

وحقّكم بعد إذ [٢] حصلتم ... بكلّ من فات لا أبالي

تقاصرت عنكم قلوب ... فيا له موردا حلالي

عليّ ما للورى حرام ... وحبّكم في الحشا حلالي

تشرّبت أعظمي هواكم ... فما لغير الهوى ومالي

فما على عادم أجاجا ... وعنده أعين الزّلال


[١] في «وفيات الأعيان» : «أن يعبر» .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «بعد إن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>