للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان كثير الحجّ، وربما جاور في بعض حججه، وكان أرباب الطريق من مشايخ عصره يكتبون إليه صور فتاوى يسألونه عن شيء من أحوالهم.

سمعت بعضهم أنه كتب إليه: يا سيدي إني إن تركت العمل، أخلدت إلى البطالة، وإن عملت داخلني العجب، فأيّهما أولى؟ فكتب جوابه: اعمل واستغفر الله من العجب. وله من هذا شيء كثير.

وذكر في «عوارف المعارف» أبياتا لطيفة، منها:

أشمّ منك نسيما لست أعرفه ... أظنّ لمياء جرّت فيك أذيالا

وفيه أيضا:

إن تأمّلتكم فكلّي عيون ... أو تذكّرتكم فكلّي قلوب

توفي في مستهل المحرم ببغداد، رحمه الله تعالى. انتهى ملخصا.

وفيها الشيخ غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر المقدسي النابلسي [١] القدوة الزاهد، أحد عبّاد الله الأخفياء الأتقياء، والسّادة الأولياء.

ولد سنة اثنتين وستين وخمسمائة بقرية بورين [٢] من عمل نابلس، وسكن القدس عام أنقذه السلطان صلاح الدّين من الفرنج [٣] سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة [٤] . وساح بالشام، ورأى الصّالحين، وكان مؤثرا للخمول، صاحب أحوال وكرامات.


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٢٩- ١٣٠) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ١٠١- ١٠٣) .
[٢] قال الأستاذ الفاضل محمد محمد شراب في كتابه النافع «معجم بلدان فلسطين» ص (١٧٢) طبع دار المأمون للتراث بدمشق: بورين: بلدة تقع على مسافة عشرة أكيال إلى الجنوب من نابلس، وترتفع ما بين ٦٠٠- ٦٥٠ مترا عن سطح البحر، حيث تعتبر بقعتها جزءا من جبال نابلس، وذكر ما نسب إليها من العلماء، فراجع تتمة كلامه فيه فهو مفيد.
[٣] جاء في هامش النسخة «ط» : في غير الأصل: «عام أنقذه الله من الفرنج» .
[٤] انظر «الأمصار ذوات الآثار» للذهبي ص (٢٢) وتعليقي عليه، طبع دار ابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>