للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن النجار: كان شيخا، صالحا، متدينا، ورعا، منقطعا عن الناس في قريته، يقصده الناس لزيارته والتبرك به، وحوله جماعة من الفقراء، ويضيف من يمرّ به.

وتوفي يوم الخميس لتسع خلون من صفر، ودفن من يومه عند عمّه الحسن [١] بن مسلم بالفارسيّة.

وفيها الملك الكامل سلطان الوقت، ناصر الدّين أبو المعالي محمد ابن العادل أبي بكر محمد بن أيوب [٢] .

ولد سنة ست وسبعين وخمسمائة، وتملك الدّيار المصرية تحت جناح والده عشرين سنة وبعده عشرين سنة، وتملّك دمشق قبل موته بشهرين، وتملّك حرّان وآمد وتلك الدّيار، وله مواقف مشهودة، وكان صحيح الإسلام، معظّما للسّنّة وأهلها، محبا لمجالسة العلماء، فيه عدل وكرم وحياء، وله هيبة شديدة. ومن عدله المخلوط بالجبروت والظلم، شنق جماعة من أجناده على آمد في أكيال شعير غصبوه. قاله في «العبر» .

وقال ابن خلّكان: كان سلطانا عظيم القدر، جميل الذّكر، محبا للعلماء، متمسكا بالسّنّة النبوية، حسن الاعتقاد، معاشرا لأرباب الفضائل، حازما في أموره، لا يضع الشيء إلّا في موضعه، من غير إسراف ولا إقتار.

وكان يبيت [٣] عنده كل ليلة جمعة جماعة من الفضلاء، ويشاركهم في


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الحسين» والتصحيح من «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ٣٠٠) ومن ترجمته في المجلد السادس من كتابنا هذا ص (٥١٧) .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٥/ ٧٩- ٨٩) و «العبر» (٥/ ١٤٤- ١٤٥) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ٢٣٦- ٢٤٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٠١- ٢٠٣) .
[٣] في «وفيات الأعيان» (٥/ ٨١) : «تبيت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>