للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مباحثاتهم [١] ويسألهم عن المواضع المشكلة من كل فنّ، وهو معهم كواحد منهم، وكان يعجبه هذان البيتان وينشدهما كثيرا وهما:

ما كنت من قبل ملك قلبي ... تصدّ عن مدنف حزين

وإنما قد طمعت لمّا ... حللت في موضع حصين

وبنى بالقاهرة دار حديث ورتب لها وقفا جيدا. وقد بنى على قبر الإمام الشافعي، رضي الله عنه، قبة عظيمة، ودفن أمّه عنده، وأجرى إليها من ماء النيل ومدده بعيد، وغرم على ذلك جملة عظيمة.

ولما مات أخوه الملك المعظم صاحب الشام، وقام ولده الملك النّاصر صلاح الدّين داود مقامه، خرج الملك الكامل من الدّيار المصرية قاصدا لأخذ [٢] دمشق منه، وجاء أخوه الملك الأشرف مظفّر الدّين موسى، فاجتمعا على أخذ دمشق بعد فصول جرت يطول شرحها، وملك دمشق في أول شعبان سنة ست وعشرين وستمائة، وكان يوم الاثنين، فلما ملكها دفعها لأخيه الملك الأشرف، وأخذ عوضها [٣] من بلاد الشرق، حرّان، والرّها، وسروج، والرّقّة، ورأس عين، وتوجه إليها بنفسه في تاسع شهر رمضان من السنة.

واجتزت بحرّان في شوال سنة ست وعشرين والملك العادل مقيم بها بعساكر الدّيار المصرية، وجلال الدّين خوارزم شاه يوم ذاك يحاصر خلاط، وكانت لأخيه الملك الأشرف.

ثم قال ابن خلّكان: خطب له بمكّة- شرفها الله تعالى- فلما وصل


[١] كذا في «ط» و «المنتخب» (١٦٠/ ب) و «وفيات الأعيان» : «في مباحثاتهم» وفي «آ» : «في مباحثهم» .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «أخذ» .
[٣] في «آ» و «ط» : «موضعها» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>