للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطيب إلى الدعاء للملك الكامل قال: صاحب مكة وعبيدها، واليمن وزبيدها، ومصر وصعيدها، والشام وصناديدها [١] ، والجزيرة ووليدها، سلطان القبلتين، وربّ العلامتين، وخادم الحرمين الشريفين، أبو المعالي محمد الملك الكامل ناصر الدّين، خليل أمير المؤمنين.

ولقد رأيته بدمشق سنة ثلاث وثلاثين وستمائة عند رجوعه من بلاد الشرق، واستنقاذه إيّاها من يد علاء الدّين كيقباد بن سلجوق صاحب الرّوم، وهي وقعة [٢] يطول شرحها، وفي خدمته بضعة عشر ملكا، منهم أخوه الملك الأشرف. ولم يزل في علو شأنه وعظم سلطانه إلى أن مرض بعد أخذه دمشق ولم يركب، وكان ينشد في مرضه كثيرا:

يا خليليّ خبّراني بصدق ... كيف طعم الكرى فإني عليل [٣]

ولم يزل كذلك [٤] إلى أن توفي يوم الأربعاء بعد العصر، ودفن بقلعة دمشق يوم الخميس الثاني والعشرين من رجب، وكنت بدمشق يومئذ، وحضرت الصبحة [٥] يوم السبت في جامع دمشق، لأنهم أخفوا موته إلى وقت صلاة الجمعة، فلما دنت الصلاة قام بعض الدّعاة على العريش الذي بين يدي المنبر وترحم على الملك الكامل، ودعا لولده الملك العادل صاحب مصر، وكنت حاضرا في ذلك الموضع، فضجّ النّاس ضجة واحدة، وكانوا قد أحسوا بذلك، لكنهم لم يتحققوا. انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.


[١] قوله: «والشام وصناديدها» سقط من «وفيات الأعيان» الذي بين يدي فيستدرك من هنا.
[٢] في «آ» و «ط» و «المنتخب» : «واقعة» والتصحيح من «وفيات الأعيان» جاء في «مختار الصحاح» (وقع) : الوقعة، صدمة الحرب، والواقعة القيامة.
[٣] كذا في «ط» و «المنتخب» (١٦٠/ ب) و «وفيات الأعيان» : «فإني عليل» . وفي «آ» : «فإني نسيت» .
[٤] لفظة «ذلك» سقطت من «آ» .
[٥] في «آ» و «ط» : «الصبيحة» وما أثبته من «المنتخب» (١٦٠/ ب) و «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>