للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها نجم الدّين أبو المفضّل مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد المسند القرشيّ الدّمشقي المعروف بابن أبي الصّقر [١] .

ولد في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وسمع من حمزة بن الحبوبي [٢] ، وحمزة بن كروّس، وحسّان الزّيّات، و [وسعيد بن سهل] الفلكي، وعلي بن أحمد بن مقاتل، وطائفة. وتفرّد، وطال عمره، وسافر للتجارة كثيرا. وتوفي في رجب.

وفيها الملك مظفّر الدّين أبو الفتح، موسى بن العادل [٣] . ولد هو وأخوه الكامل في سنة واحدة، وهي سنة ست وسبعين وخمسمائة، وماتا أيضاً في هذه السنة [٤] ، وكان مولده بالقاهرة. وروى عن ابن طبرزد، وتملّك حرّان وخلاط، وتلك الدّيار مدة، ثم تملّك دمشق تسع سنين، فأحسن وعدل، وخفّف الجور.

قال الذهبي: كان فيه دين وتواضع للصالحين. وله ذنوب عسى الله أن يغفرها له. وكان حلو الشمائل، محبّبا إلى رعيته، موصوفا بالشجاعة، لم تكسر له راية قطّ. انتهى.

وقال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : كان جوادا، عادلا، سخيّا، لو دفع الدّنيا إلى أقل الناس لم يستكثرها عليه. ميمون الطليعة، ما كسرت له راية قطّ. متعففا عن المحارم، ما خلا بامرأة قطّ إلّا زوجته أو محرمه.


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٤٦) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٤- ٣٥) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ٢٤٩- ٢٥٠) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٣) .
[٢] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الحبوني» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[٣] انظر «العبر» (٥/ ١٤٦- ١٤٧) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ٢٥٠- ٢٥٦) .
[٤] أي في سنة خمس وثلاثين وستمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>