للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ملازما لحلقة الشيخ تاج الدّين المعروف بابن الحرّاني الحلبي النحوي اللّغوي، وأكثر ما أخذ الأدب عنه وبصحبته انتفع.

قال ابن خلّكان: كان بيني وبين الشهاب الشوّاء مودة أكيدة ومؤانسة كثيرة. وكان حسن المحاورة، مليح الإيراد مع السكون والتأني، وأول شيء أنشدني من شعره قوله:

هاتيك يا صاح ربا لعلع ... ناشدتك الله فعرّج معي

وانزل بنا بين بيوت النّقا ... فقد غدت آهلة المربع

حتى نطيل اليوم وقفا على السّ ... اكن أو عطفا على الموضع

وأنشد لنفسه أيضا:

ومهفهف عني الزّمان بخدّه ... فكساه ثوبي ليله ونهاره

لا مهّدت عذري محاسن وجهه ... إن غضّ عندي منه غضّ [١] عذاره

وله في غلام أرسل أحد صدغيه وعقد الآخر:

أرسل صدغا ولوى قاتلي ... صدغا فأعيا بهما واصفه

فخلت ذا في خدّه حيّة ... تسعى وهذا عقربا واقفه

ذا ألف ليست لوصل، وذا ... واو ولكن ليست العاطفة

وله في شخص لا يكتم السّرّ:

لي صديق غدا وإن كان لا ين ... طق إلّا بغيبة أو محال

أشبه النّاس بالصدى إن تحدّث ... هـ حديثا أعاده في الحال

وله- وهو معنى لطيف-:

هواك يا من له اختيال ... ما لي على مثله احتيال


[١] في «آ» و «ط» : «إن غضّ مني غص» وما أثبته من «وفيات الأعيان» مصدر المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>