للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة أربع وسبعين وخمسمائة بدمشق، وارتحل في طلب الحديث إلى الأمصار، فسمع بمكّة من ابن الحصري، وبمصر من البوصيري، والأرتاحي، والحافظ عبد الغني [١] وجماعة، وببغداد من المبارك بن كليب، وابن الجوزي، وغيرهما. وبأصبهان من أبي المكارم اللّبّان وغيره، وبخراسان من عبد المنعم الفراوي، والمؤيد الطّوسي، وجماعة. وبنيسابور من أبي سعد الصفّار وغيره، وبحرّان من الحافظ عبد القادر الرهّاوي، وانقطع إليه مدة.

وكتب الكثير بخطه، وحدّث بالكثير.

قال المنذري: سمعت منه بحرّان ودمشق، وكتب عنه ابن النجار ببغداد، وقال: كان شيخا صالحا.

وقال عمر بن الحاجب: كان عبدا صالحا، صاحب كرامات، ذا مروءة، مع فقر مدقع، صحيح الأصول. روى عنه الحافظ الضياء، والمنذري، والبرزالي، والقاضي سليمان بن حمزة. وتوفي في رابع شوال بسفح قاسيون ودفن به.

وفيها الإسعردي [٢] أبو الرّبيع سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن رحمة الحنبلي [٣] المحدث، خطيب بيت لهيا.

ولد بإسعرد سنة سبع وستين وخمسمائة، ورحل فسمع بدمشق من الخشوعي، وابن طبرزد، وجماعة كثيرة. وبمصر من البوصيري وغيره،


[١] يعني المقدسي رحمه الله تعالى.
[٢] قال ابن ناصر الدّين: وكانوا يؤذونه، فيكشطون الدال، فيبقى الأسعري- وقد تصحفت في «توضيح المشتبه» إلى الأشعري- فيغضب.
قلت: «القائل ابن ناصر الدّين) : ووجدت نسبة سليمان هذا بخطّه: السعردي، فكأنّه- والله أعلم- لما أوذي بكشط الدال كتب: السعردي لتزول العلّة مع كشط الدال.
[٣] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٣/ ٥٧٦- ٥٧٧) و «العبر» (٥/ ١٦٠) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ٣٧٧- ٣٧٨) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٢٣) و «توضيح المشتبه» (١/ ٢٢٣- ٢٢٤) وقد تأخرت هذه الترجمة في «ط» إلى عقب الترجمة التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>