للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في القضاء عن ابن فضلان، وحدّث، وتوفي في سابع شوال.

وفيها الكمال بن يونس، العلّامة أبو الفتح موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك الموصلي [١] الشّافعي، أحد الأعلام.

ولد سنة إحدى وخمسين بالموصل، وتفقه على والده، وببغداد على معيد النّظامية السّديد السّلماسي، وبرع عليه في الأصول والخلاف، وقرأ النحو على ابن سعدون القرطبي، والكمال الأنباري.

وأكب على الاشتغال بالعقليات، حتّى بلغ فيها الغاية، وكان يتوقّد ذكاء، ويموج بالمعارف، حتّى قيل: إنه كان يتقن أربعة عشر فنّا، واشتهر ذكره، وطار صيته وخبره، ورحلت الطلبة إليه من الأقطار، وتفرّد بإتقان علم الرّياضي، ولم يكن له في وقته نظير.

قال ابن خلّكان: كان يتهم في دينه لكون العلوم العقلية غالبة عليه، كما قال العماد المغربي فيه:

وعاطيته صهباء من فيه مزجها ... كرقّة شعري أو كدين ابن يونس

وقال ابن خلّكان أيضا: ولقد رأيته بالموصل في شهر رمضان، سنة ست وعشرين وستمائة، وترددت إليه دفعات عديدة، لما كان بينه وبين الوالد- رحمه الله- من المؤانسة والمودّة الأكيدة، ولم يتفق لي الأخذ عنه لعدم الإقامة وسرعة الحركة إلى الشام، وكان الفقهاء يقولون: إنه يدري أربعة وعشرين علما [٢] دراية متقنة، فمن ذلك المذهب، وكان فيه أوحد أهل زمانه، وكان جماعة من الحنفية يشتغلون عليه بمذهبهم، ويحلّ لهم


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٥/ ٣١١- ٣١٨) و «العبر» (٥/ ١٦٢- ١٦٣) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٨٥- ٨٧) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ٣٩٤- ٣٩٧) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٥) .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «فنّا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>