للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسائل [١] «الجامع الكبير» أحسن حلّ، مع ما هي عليه من الإشكال المشهور. وكان يتقن فنّي [٢] الخلاف العراقي والبخاري، وأصول الفقه والدّين، ولما وصلت كتب فخر الدّين الرّازي إلى الموصل- وكان بها إذ ذاك جماعة من الفضلاء- لم يفهم أحد اصطلاحه فيها سواه، وكذلك «الإرشاد» للعميدي، لمّا وقف عليها [حلّها] في ليلة واحدة وأقرأها [٣] على ما قالوه.

وبالجملة فقد كان كمال الدّين كما قال الشاعر:

وكان من العلوم بحيث يقضى ... له في كلّ علم [٤] بالجميع

واستخرج في علم الأوقات [٥] طرقا لم يهتد إليها أحد. وكان يحفظ من التواريخ وأيام العرب ووقائعهم والأشعار والمحاضرات شيئا كثيرا. وكان أهل الذّمة يقرؤون عليه التوراة والإنجيل، ويشرح لهما هذين الكتابين شرحا يعترفون أنهم لا يجدون من يوضحهما لهم مثله.

وبالجملة فإنّ مجموع ما كان يعرف من العلوم لم يكن يسمع عن أحد ممن كان تقدمه أنه جمع مثله.

وتوفي- رحمه الله تعالى- بالموصل رابع عشر شعبان. انتهى كلام ابن خلّكان ملخصا [٦] .


[١] لفظة «مسائل» سقطت من «آ» .
[٢] في «ط» : «فنّ» وهو خطأ.
[٣] في «آ» : «وقرأها» وما جاء في «ط» موافق لما في «وفيات الأعيان» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «فنّ» .
[٥] في «ط» و «وفيات الأعيان» : «في علم الأوفاق» .
[٦] قلت: وفيها على الصواب مات قاضي القضاة أبو المكارم محمد بن عبد الله بن الحسن الإسكندري المصري المعروف بابن عين الدولة، وقد وهم المؤلّف- رحمه الله تعالى- فأورد ترجمته في سنة (ست وثلاثين وستمائة) وقد نبّهت على وهمه عند التعليق على ترجمته ص (٣١٧) فراجعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>