للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الرّفيع الجيلي، قاضي القضاة بدمشق أبو حامد عبد العزيز [١] .

قال الإسنوي في «طبقاته» : رفيع الدّين أبو حامد عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل الجيلي الشّافعي. كان فقيها، بارعا، مناظرا، عارفا بعلم الكلام والفلسفة وعلوم الأوائل، جيد القريحة، شرح «الإشارات» لابن سينا شرحا جيدا. وكان فقيها في مدارس دمشق. [و] كان يصحب كاتب الصالح إسماعيل، وهو أمين الدّين بن غزال الذي كان سامريا فأسلم، فلما أعطيت بعلبك للصالح إسماعيل وبنى أمين الدّين بن غزال بها المدرسة المعروفة بالأمينية. وسعى الرّفيع في قضاء بعلبك، فتولاها مع المدرسة، فلما انتقل الصّالح إلى ملك دمشق، واستوزر أمين الدّين نقل الرّفيع من بعلبك إلى قضاء دمشق بعد موت شمس الدّين ابن الخويي [٢] ، فسار القاضي المذكور سيرة فاسدة، حمله عليها قلة دينه، وفساد عقيدته من إثبات المحاضر الفاسدة، والدعاوى الباطلة، وإقامة شهود رتّبهم لذلك، وأكل الرّشا وأموال الأيتام والأوقاف وغير ذلك، ومهما حصل يأخذ الشهود بعضهم، والباقي يقسم بين القاضي والوزير. هذا، مع استعمال المسكرات، وحضور صلاة الجمعة وهو سكران، ثم إن الله تعالى كشف الغمّة بأن أوقع بين الوزير والقاضي، وأراد كل منهما هلاك الآخر ودماره، فبادر الأمير وقرّر أمره مع الصالح، فأمر ورسم له بمكة [٣] .

قال أبو شامة: وفي ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وستمائة. قبض


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٧٢) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٥٩٢- ٥٩٤) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ٣٥٠- ٣٥١) .
[٢] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الجويني» والتصحيح من هامش «آ» ومن ترجمته في حوادث سنة (٦٣٧) من هذا المجلد.
[٣] في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «فرسم يمسكه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>