للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أعوان الرّفيع الظّلمة الأرجاس، وعلى كبيرهم [١] الموفق حسين الواسطي، المعروف بابن الروّاس، وسجنوا ثم عذّبوا بالضرب والعصر والمصادرة، ومات ابن الرّواس في العقوبة في جمادى الأولى، سنة اثنتين وأربعين.

قال: وفي ثاني [ذي] الحجّة أخرج الرّفيع من داره وحبس بالمقدميّة، ثم أخرج ليلا، وذهب به فسجن بمغارة من نواحي البقاع، ثم انقطع خبره، فقيل: خنق، وقيل: ألقي من شاهق في هوّة، ولم يذكر الذهبي في «العبر» غيره.

وقيل: مات حتف أنفه، وتولى بعده محيي الدّين بن الزّكي بمدرسة واحدة، وفرّقت مدارسه على العلماء.

وأمّا صاحبه الوزير المسمّى بالأمين، فإنه بقي إلى سنة ثمان وأربعين [وستمائة] ثم شنق بالدّيار المصرية، وأخذت حواصله فبلغت ثلاثة آلاف ألف دينار. انتهى كلام الإسنوي.

وقال ابن قاضي شهبة في «تاريخ الإسلام» : كان فاسد العقيدة، دهريا، مستهزئا بأمور الشريعة، يخرج إلى الجمعة سكران، وإذا سمع بصاحب مال جهّز من يدّعي عليه بمبلغ من المال، فإذا أنكر أخرج عليه حجّة بالمبلغ، وعنده شهود زور، أعدّهم لذلك. وحمل القاضي الرّفيع إلى بعلبك على بغل بغير إكاف، ثم بعث به إلى مغارة في جبل لبنان من ناحية الساحل، وأرسل إليه شاهدا عدل ببيع أملاكه، وأوقف على رأس القلعة، فقال: دعوني حتى أصلي ركعتين، فصلّى وأطال، فرفسه داود سيّاف النقمة فوقع، فما وصل إلى الماء إلّا وقد تقطع. انتهى.


[١] في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «وغلّ كبيرهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>