للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد في صفر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وسمع بدمشق من أبي طاهر الخشوعي، وحنبل الرّصافي، وابن طبرزد، وغيرهم، ورحل في طلب الحديث، فسمع بأصبهان من أسعد بن روح، وعفيفة الفارفانية وخلق.

وببغداد من سليمان بن الموصلي وغيره، وقرأ الحديث بنفسه كثيرا وإلى آخر عمره، وتفقّه على الشيخ موفق الدّين، وهو جدّه لأمه، وببغداد على الفخر إسماعيل، وبرع، وانتهت إليه مشيخة المذهب بالجبل.

قال ابن الحاجب: سألت عنه الحافظ ابن عبد الواحد فقال: حصّل ما لم يحصّله غيره، وحدّث، وروى عنه سليمان بن حمزة القاضي وغيره، وتوفي في ثامن عشري ربيع الآخر، ودفن بسفح قاسيون.

وفيها ابن الجوهري الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمود بن إبراهيم ابن نبهان الدمشقي [١] مفيد الجماعة، وله أربعون سنة. سمع من أبي المجد القزويني وخلق، ورحل إلى بغداد سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وكتب الكثير، واستنسخ، وكان ذكيا متقنا رئيسا ثقة. قاله الذّهبي.

وفيها القاضي الأشرف أبو العبّاس أحمد بن القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني [٢] ثم المصري [٣] في جمادى الآخرة وله سبعون سنة. سمع من فاطمة بنت سعد الخير، والقاسم بن عساكر، وحصل له في الكهولة غرام زائد بطلب الحديث، فسمع الكثير، وكتب واستنسخ، وكان رئيسا، نبيلا، وافر الجلالة، استوزره الملك العادل، فلما مات عرضت عليه فلم يقبلها. مات بالقاهرة ودفن بتربة أبيه.


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٧٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٦٤) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٧) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ٣٥٤) .
[٢] في «آ» و «ط» : «البيثاني» بالثاء والتصحيح من «العبر» و «حسن المحاضرة» .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ١٧٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢١١) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٨) و «الوافي بالوفيات» (٧/ ٥٧- ٨٥) و «حسن المحاضرة» (١/ ٥٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>