للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفقه، وأسماء الرجال، وما يتعلق بعلم الحديث واللغة.

وإذا أطلق الشيخ في علماء الحديث فالمراد به هو، وإلى ذلك أشار العراقي صاحب «الألفية» بقوله فيها [١] :

وكلّما أطلقت لفظ الشّيخ ما ... أريد إلّا ابن الصّلاح مبهما

وكانت فتاويه مسددة، وكان شيخي [٢] أحد أشياخي الذين انتفعت بهم. قرأ الفقه أولا على والده الصلاح، ثم نقله والده إلى الموصل واشتغل بها مدة، ثم تولى الإعادة عند ابن يونس بالموصل، ثم سافر إلى خراسان وأقام بها زمانا، وحصّل علم الحديث هناك، ثم رجع إلى الشام. وتولى المدرسة الناصرية [٣] بالقدس الشريف، المنسوبة إلى الملك الناصر صلاح الدّين يوسف بن أيوب، وأقام بها مدة. واشتغل الناس عليه وانتفعوا به، ثم انتقل إلى دمشق، وتولى تدريس المدرسة الرواحية التي أنشأها الزّكي ابن رواحة الحموي. ولما بنى الأشرف دار الحديث بدمشق، فوّض تدريسها إليه، وتولى تدريس مدرسة ستّ الشام التي قبل المارستان النّوري، وكان يقوم بوظائف الجهات الثلاث، من غير إخلال بشيء منها. وكان من العلم والدّين على قدم عظيم، ولم يزل أمره جاريا على السّداد، والصلاح، والاجتهاد في الاشتغال إلى أن توفي يوم الأربعاء وقت الصبح، وصلّي عليه بعد الظهر، وهو الخامس والعشرون من ربيع الآخر بدمشق، ودفن بمقابر الصّوفية. انتهى ملخصا.

وقال ابن قاضي شهبة: ومن تصانيفه «مشكل الوسيط» في مجلد كبير.


[١] انظر «فتح المغيث شرح ألفية الحديث» (١/ ٦) .
[٢] يعني المترجم.
[٣] في «آ» و «ط» و «المنتخب» (١٦٨/ ب) : «النظامية» والتصحيح من «وفيات الأعيان» مصدر المؤلف وانظر «الدارس في تاريخ المدارس» (١/ ٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>