للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصّالحي الحنبلي [١] ، محدّث عصره ووحيد دهره، شهرته تغني عن الإطناب في ذكره والإسهاب في أمره.

ولد في [٢] خامس جمادى الآخرة سنة تسع وستين وخمسمائة. وسمع بدمشق من أبي المجد البانياسي، وأحمد بن الموازيني وغيرهما. وبمصر من البوصيري، وفاطمة بنت سعد الخير، وجماعة. وببغداد الكثير من ابن الجوزي، وابن المعطوش [٣] وابن سكينة، وابن الأخضر، وهذه الطبقة.

وبأصبهان من أبي جعفر الصيدلاني وطبقته، وبهمذان من عبد الباقي بن عثمان. وبنيسابور من المؤيد الطّوسي وطبقته، وبهراة من أبي روح، وبمرو من أبي المظفّر بن السمعاني، ورحل مرتين إلى أصبهان. وسمع بها ما لا يوصف كثرة. وكتب بخطّه الكثير من الكتب الكبار وغيرها.

قال ابن رجب: يقال: إنه كتب عن أزيد من خمسمائة شيخ، وحصّل أصولا كثيرة، وأقام بهراة، ومرو مدة، وله إجازة من السّلفي، وشهدة.

وقال ابن النجار: كتبت عنه ببغداد، ونيسابور، ودمشق، وهو حافظ، متقن، ثبت، ثقة، صدوق، نبيل، حجّة، عالم بالحديث وأحوال الرجال.

وله مجموعات وتخريجات، وهو ورع، تقيّ، زاهد، عابد، محتاط في أكل الحلال، مجاهد في سبيل الله، ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهته، وعفّته، وحسن سيرته وطريقته في طلب العلم.

وقال عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد الله، شيخ وقته، ونسيج وحده، علما، وحفظا، وثقة، ودينا، من العلماء الربّانيين، وهو أكبر من أن يدلّ عليه


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٧٩- ١٨٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٢٦- ١٣٠) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٨) و «الوافي بالوفيات» (٤/ ٦٥- ٦٦) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٣٦- ٢٤٠) و «القلائد الجوهرية» (١/ ١٣٠- ١٣٤) .
[٢] لفظة «في» سقطت من «آ» .
[٣] في «آ» و «ط» : «المعطوس» بالسين المهملة، والتصحيح من المصادر التي بين يدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>